خريطة المحميات في السعودية والجهات المسؤولة عن إدارتها وحمايتها

تعتبر خريطة المحميات في المملكة العربية السعودية محورًا رئيسيًا في جهود الحفاظ على التنوع البيئي والثقافي في هذا البلد الكبير. تمثل هذه الخريطة استراتيجية مهمة للحفاظ على الموارد الطبيعية والتراث الثقافي للمملكة، وتعكس التزامها بالمحافظة على التوازن البيئي وتعزيز السياحة البيئية المستدامة.

خريطة المحميات في السعودية

تُعتبر خريطة المحميات في المملكة العربية السعودية مهمة استراتيجية للحفاظ على التنوع البيئي والثقافي في هذا البلد الكبير، لذا نستعرض لكم تلك الخريطة من أجل التعرف على جميع المحميات الموجودة على أراضي المملكة العربية السعودية:

اقرأ أيضًا:  أنواع المحميات الطبيعية وكيف تؤثر عليها الأنشطة البشرية

محمية عروق بني معارض

محمية عروق بني معارض تُعد واحدة من أكبر المحميات للحياة البرية في المملكة العربية السعودية، حيث تمتد على مساحة تبلغ 12,658 كيلومتر مربع على الحافة الغربية لصحراء الربع الخالي، والتي تُعتبر واحدة من أكبر الصحاري الرملية على وجه الأرض. هذه المحمية لها شهرة دولية بفضل تميزها البيئي والبيولوجي، وقد تم إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. تم إنشاء المحمية بهدف الحفاظ على أنواع الحيوانات العربية المهددة بالانقراض، مثل المها العربي وغزال الريم، إلى جانب الكثير من الكائنات الأخرى التي تعيش في هذا البيئة الفريدة.

محمية ريدة

تقع محمية ريدة في جبال السروات جنوب غرب المملكة العربية السعودية، وتبعد نحو 20 كيلومترًا شمال غرب مدينة أبها. تمتاز المحمية بمساحتها البالغة 9.33 كيلومتر مربع وبتنوع وكثافة غطائها النباتي. تتكون المحمية أساسًا من صخور نارية متحركة ومنحدرات صخرية تغطيها مجموعة متنوعة من النباتات وأشجار العرعر الكثيفة. هناك أيضًا العديد من الروافد المائية التي تنحدر من أعلى الجرف وتصب في شعيب ريدة، مما يضيف إلى تنوع البيئة الطبيعية في المنطقة.

محمية الوعول 

تقع محمية الوعول بالقرب من حوثة بني تميم على بعد 180 كم جنوب مدينة الرياض، وتمتد بمساحة 1840 كيلومتر مربع، وتتألف من وادي طويل وضيق تحده من الجانبين جدران صخرية شديدة الانحدار، وهي مثالية لحماية الوعل النوبي وقطط الوعل البرية والنمس والنسور، كما أنها موطن لحوالي 265 نوع من النباتات، أشهرها النجيلية.

محمية الإمام تركي بن عبد الله

تأسست محمية الإمام تركي بن عبدالله في عام 2018 بأمر ملكي بهدف توفير نهج منظم للحفاظ على المنطقة وتعزيزها، وكانت تعرف سابقًا بمحمية الطيسية. إنها محمية طبيعية ملكية في المملكة العربية السعودية تخضع لإشراف هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله. تقع المحمية في الجزء الشمالي الشرقي من المملكة العربية السعودية، وتمتاز بمساحة تبلغ 91,500 كيلومتر مربع. يتميز الغطاء النباتي في المحمية بوجود أكثر من 120 نوعًا من النباتات، ومن أهمها أشجار الأكاسيا والسدر، ونباتات أخرى مثل العليق والعرفج والرمث. وهناك أكثر من 60 نوعًا من الحيوانات، من بينها الجربر والذئب العربي والعقرب.

اقرأ أيضًا:  3 أماكن حيوانات في جدة تعرف عليها

محمية جبل شدا الأعلى

تمتد محمية جبل شدا الأعلى على مساحة تبلغ 67 كيلومتراً مربعاً، وهي واحدة من الوجهات السياحية الرائجة التي تجذب عدداً كبيراً من الزوار سنوياً. يصل ارتفاع الجبل الذي تحمله المحمية إلى 2200 مترًا فوق سطح البحر، وتتضمن مجموعة من المعالم الأثرية والبنى القديمة المنحوتة في الصخر، بالإضافة إلى أنها موطن للعديد من النباتات والحيوانات البرية مثل العرعر والنمر العربي والوشق وغيرها. تعتبر هذه المحمية وجهة مميزة لمحبي الطبيعة والثقافة التاريخية.

محمية سجا وأم الرمث

تقع محمية سجا وأم الرمث للحياة البرية شمال غرب محمية محازاة الصيد في منطقة مكة المكرمة بمساحة تبلغ 6528.2 كيلومتر مربع. تتضمن هذه المحمية تنوعًا كبيرًا في الغطاء النباتي وتضم مجموعة متنوعة من الثدييات والطيور والزواحف المحلية والنادرة. تم تصنيفها كمحمية طبيعية في عام 1995 ومنذ ذلك الحين أصبحت وجهة سياحية شهيرة في المملكة العربية السعودية.

محمية نفود العريق

محمية نفود العريق تعتبر محمية طبيعية تغطي مساحة تبلغ 1960 كيلومتر مربع. يتكون معظمها من كثبان رملية واسعة تُغطيها شجيرات الغضا الجميلة. تميز المكان بالسهول الرملية الحصوية وتواجد بعض جبال الجرانيت والبازلت، ويتمتع بغطاء نباتي جيد. وقد تشكلت به بحيرة صغيرة نتيجة للأمطار الغزيرة التي تساقطت في المنطقة، مما يمنح هذه المحمية تنوعًا بيئيًا فريدًا.

محمية محازة الصيد

تقع محمية محازاة الصيد على بعد حوالي 180 كيلومترًا من مدينة الطائف في الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية، وتمتد على مساحة تبلغ 2553 كيلومتر مربع. تُميز هذه المحمية بتنوعها البيئي الفريد حيث تحتضن العديد من الأنواع الحيوانية النادرة مثل المها العربية والذئب العربي والثعلب الرملي والقط الرملي، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الطيور. تُحيط بالمحمية أيضًا النباتات والحشائش الموسمية التي تضفي عليها رونقًا خاصًا.

اقرأ أيضًا:  بالتفاصيل.. 5 أماكن حيوانات بالرياض

الجهات المسؤولة عن إدارة وحماية المحميات في المملكة

المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية تخضع للإدارة والحماية من قبل عدة جهات وهي؛

• وزارة البيئة والمياه والزراعة: تعتبر هذه الوزارة الجهة الرئيسية المسؤولة عن إدارة وحماية المحميات الطبيعية في المملكة. تقوم بتطوير السياسات والإجراءات البيئية والمشروعات التي تعزز الحفاظ على البيئة والحياة البرية.
• الهيئة السعودية للحياة الفطرية: تأسست هذه الهيئة لتعزيز وحماية التنوع البيولوجي والحفاظ على الحياة الفطرية في المملكة. تلعب دورًا مهمًا في تنفيذ البرامج والمشروعات المتعلقة بالمحميات والحياة الفطرية.
• الجهات المحلية: تلعب الجهات المحلية، مثل المحافظات والأمانات، دورًا مهمًا في تنفيذ سياسات وأنشطة حفظ المحميات على الصعيدين المحلي والإقليمي.
• الهيئات البيئية والبحثية: تعاون الهيئات البيئية والبحثية المتخصصة في المملكة مع الجهات المذكورة أعلاه لتقديم الدعم العلمي والبحثي في مجال إدارة وحماية المحميات.
• القطاع الخاص والمؤسسات غير الحكومية: يلعب القطاع الخاص والمؤسسات غير الحكومية دورًا متزايد الأهمية في تمويل وتنفيذ مشروعات حفظ المحميات والتوعية بأهميتها.

اقرأ أيضًا:  أهمية المحميات الطبيعية ودورها في مكافحة تغير المناخ

التحديات التي تواجه المحميات وجهود الحفاظ عليها

تواجه المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية عدة تحديات تؤثر على جهود الحفاظ عليها، ومن هذه التحديات:

• الاضطرابات البيئية: تتعرض بعض المحميات للاضطرابات البيئية مثل التلوث البيئي والتغير المناخي، مما يؤثر على التوازن البيئي والحياة البرية.
• الصيد غير المشروع: تتعرض بعض المحميات للصيد غير المشروع والصيد الجائر، مما يؤدي إلى نفوق الحيوانات وتهديد الأنواع المهددة بالانقراض.
• التخريب والتنمية غير المستدامة: قد يتعرض بعض المحميات للتخريب والبنية التحتية غير المستدامة والتنمية العشوائية، مما يؤدي إلى فقدان الأراضي الطبيعية والتراث البيئي.
• نقص التمويل والموارد: تواجه المحميات تحديات في تأمين التمويل والموارد اللازمة لإدارتها وحمايتها بشكل فعال.
• التوعية البيئية: نقص الوعي بأهمية المحميات وحاجتها إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي يمكن أن يكون تحديًا، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى سلوكيات غير مسؤولة من قبل الجمهور.
• التحديات القانونية والتنظيمية: قد تحتاج المحميات إلى إطارات قانونية وتنظيمية قوية لحمايتها وإدارتها بشكل فعال، وهذا يمكن أن يكون تحديًا في بعض الأحيان.

تظهر خريطة المحميات في السعودية واضحةً كرمز للجهود الرامية إلى الحفاظ على البيئة والثقافة في هذا البلد العريق. إن تطبيق استراتيجيات الحفاظ والإدارة السليمة لهذه المحميات هو أمر بالغ الأهمية لضمان استدامة الثروات الطبيعية والتراث الثقافي في المملكة، وبالتالي، يتعين علينا جميعًا دعم وتعزيز هذه الجهود من أجل مستقبل أفضل وأكثر استدامة للأجيال القادمة.