أسباب التهاب ضرع الناقة وأعراضه وعلاجه

عمرو عيسى

يتكون ضرع الناقة من أربعة غرف تنفصل عن بعضها بشكل تام، حيث تحتوي كل غرفة على غدة مستقلة، وحلمة ذات فتحتين، يختلف امتلاء الضرع باللبن تبعًا لمرحلة الحمل، وعمر الناقة، وهناك بعض الأمراض التي تصيب الضرع ومنها التهاب ضرع الناقة، فما أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟

التهاب ضرع الناقة

خلال الشهور الأخيرة من حمل الناقة يمتلئ الضرع باللبن وتبدأ الحلمات في البروز، من أجل تهيئة الوضع حتى يستطيع الرضيع الرضاعة.

لكن في بعض الحالات تصاب الناقة الأم بالتهاب الضرع؛ يتسبب ذلك في حدوث العديد من التغيرات الكيميائية والفيزيائية عبر أنسجة الغدد اللبنية، ولا تتوقف المشكلة على ذلك بل تقوم بالتأثير أيضًا على كمية الحليب المنتجة، ونوعه وجودته.

تتمثل أهم الأعراض التي تظهر على الإبل المصابة بالتهاب الضرع في ملاحظة تورم ودرجة حرارة مرتفعة في الضرع المصاب، بالإضافة إلى وجود رواسب في الحليب وتغير لونه، كما يوجد في بعض الأحيان قطرات من الدم في الحليب.

اقرأ أيضًا:  أسباب نزر الديد والتهاب الضرع عند الناقة

الأسباب التي تؤدي للإصابة بالتهاب الضرع

  • وضع الإبل في بيئة غير نظيفة مليئة بالميكروبات.
  • امتلاء الحظيرة ببعض الطفيليات الخارجية مثل القراد.
  • عدم الانتباه إلى الخدوش والجروح الموجودة في الضلع؛ مما يؤدي لتفاقم الإصابة بالميكروبات الموجودة في الحظيرة.
  • الإهمال وعدم التزام العاملين في الحظيرة باتباع إجراءات التعقيم قبل البدء في عملية الحلب.
  • وجود مجموعة من العاملين المصابين بأمراض معدية يتعاملون بشكل مباشر مع الإبل.
  • تعقيد الحلمات وربطها حتى لا يستطيع مولود الإبل شرب الحليب منها يودي لحدوث تراكم في الحليب داخل الضرع؛ مما يؤدي إلى حدوث التهاب.
  • القيام بعمليات الحلابة للنياق المريضة ثم بعد ذلك النياق السليمة يؤدي لانتقال العدوى بين النياق، لذلك يفضل فصل النياق عن بعضها عند القيام بعملية الحلب.
  • وجود الثعابين والعقارب في الحظيرة الذين يقومون بلسع الضرع.
  • إصابة الضرع بكدمات نتيجة الجلوس على الأرض القاسية، لذلك يفضل فرش مجموعة من القش على الأرض في المكان التي تجلس به الناقة، مع ضرورة الاهتمام بنظافته حتى لا يصبح مجمعًا للبكتريا والميكروبات والأمراض.
  • وجود بقايا رماد ساخنة، على مقربة من الخيمة أو الحظيرة قد يؤدي لإصابة الناقة بالجروح والحروق.
  • عدم الاهتمام بنظافة الحظيرة؛ مما يؤدي إلى تراكم الجراثيم يعتبر هو السبب الرئيسي والمهم في حدوث التهاب الضرع.

الجراثيم التي تسبب الالتهاب

  • المكورات العنقودية الذهبية.
  • المكورات العقدية السبحية.
  • العصيات القولونية والمطثيات.
  • جراثيم الباستوريلا.

الأعراض الإكلينيكية لالتهاب الضرع

أولًا: الشكل الحاد

تصاب الناقة بهذا النوع من الالتهاب في الأيام التي تلي الولادة المتعسرة، أو الولادة القيصرية مباشرة، حيث يتم تشخيص هذه الحالة عن طريق ظهور بعض الأعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة، وفقدان الشهية بالإضافة إلى الخمول، وتورم الضرع كاملًا.

عدم رغبة الناقة بإرضاع صغيرها، كما أن لون الحليب يميل إلى الأصفر ويكون قوامه مائيًا، وقد تظهر بعض قطرات الدم بداخله.

ثانيًا: الشكل فوق الحاد

تصاب الناقة بهذا النوع من التهاب الضرع بعد الولادة المتعسرة مباشرة، حيث يتضخم الضرع بشكل كامل، كما يصحب ذلك عدة أعراض تتمثل في حمى، وخمول، كما أن الحليب يكون ذو قوام مائي وأصفر اللون.

ثالثًا: الشكل تحت الحاد

يكون الخطر في هذه الحالة هو عدم وجود أعراض واضحة حتى وإن ظهرت تكون أعراض غير ملحوظة.

رابعًا: الالتهاب المزمن

يطلق عليه مزمن بسبب أن الإصابة به تكون متكررة؛ نتيجة لتعرض الإبل إلى أحد العوامل الخارجية، أو إصابتها بمرض أو فيروس، وفي هذه الحالة يحدث التهاب شديد في واحد من الأرباع أو في الأربعة أرباع، أي في الضرع كاملًا، مع وجود انتفاخات في الأجزاء المصابة.

خامسًا: الالتهاب الغرغريني

يبدأ الضرع في التورم بصورة مبالغ فيها، ويتحول لونه للأزرق مع وجود بقع حمراء بين الأنسجة المصابة والسليمة، ينتج عن هذا تيبس الطبقة السطحية من الجلد، مع نخر الأجزاء المصابة للخلايا السليمة، وتستلزم هذه الحالة التدخل الطبي مباشرةً حتى لا تتفاقم المشكلة وتصل إلى بتر الضلع.

سادسًا: الالتهاب الصديدي

يحدث في هذه الحالة وجود انتفاخ على سطح الضرع، بالإضافة إلى تورم بشكل مبالغ فيه، حتى ينفجر أحد الضروع مخرجًا كميات هائلة من الصديد، تخلف بعدها تقرحات وحبوب بارزة على سطح الجلد تسمى بالناسور.

سابعًا: التهاب الوريم

تعتر هذه الحالة من التهاب الضرع طبيعية، حيث تصيب الناقة في الأيام الأخيرة التي تسبق الولادة مباشرة، بالإضافة إلى الأيام الأولى من بعد الولادة، ويجب الاعتناء بنظافة المكان والضرع حتى تمر هذه الفترة دون أي الإصابة بالتهاب، لأن الضرع في هذه الفترة يكون حساسًا.

اقرأ أيضًا:  توسيع ديد الناقة بالعلاجات الطبية والوصفات الشعبية

كيف يتم التشخيص بالإصابة بالتهاب الضرع؟

تخضع الناقة التي تظهر عليها أعراض التهاب الضرع إلى الفحص بالعين المجردة، واللمس باليد، مع مراعاة البحث عن وجود أي جرح أو خراج، أو حرق أو أي آفة مرضية تكون هي السبب في حدوث التهاب الضرع.

ثم يتم المقارنة بين حجم الأربعة ضروع والتأكد من عدم وجود انتفاخ بشكل مبالغ فيه، أو ضمور في أحد الضروع عن الباقية، ويتم الأخذ في الاعتبار لون الضرع، ودرجة حرارته، وصلابته أو مرونته، ومطاطيته.

يعتبر الكشف الفيزيائي مهم، ويساعد في البدء في العلاج، ويمكن للمزارع أن يقوم به بنفسه، ولكن يجب أيضًا اللجوء إلى اختبارات الحليب، حيث هناك بعض حالات الضرع لا يمكن الكشف عنها بالطريقة الفيزيائية، ولكن على الأرجح يكون الحليب واحد من المؤشرات القوية للحكم على وجود التهاب أم لا.

تتمثل الاختبارات الكيميائي في مزرعة الجراثيم، واختبار الحساسية، واختبار كاليفورنيا، واختبار وايت سايت المطور، فحص PH، وذلك عن طريق تجميع عينة من اللبن الموجود في كل ضرع بشكل منفصل، حتى يتم تحديد الالتهاب ناجم عن أي ضرع بشكل دقيق.

خلال القيام بالاختبارات الكيميائية المختلفة يلاحظ حدوث تغيرات بشكل واضح جدًا على خصائص الحليب الفيزيائية، فمثلًا يلاحظ تغير في اللون، والرائحة، والقوام، والكثافة، وتتباين شدة التغيرات تبعًا لنوع الإصابة ومدى تأثيرها على الضرع.

طرق علاج التهاب ضرع الناقة

يتم أولًا عمل مزرعة جرثومية، واختبار حساسية قبل البدء في وصف العلاج، بهدف اختيار نوع المضاد الحيوي المناسب مع الناقة، كما أنه يجب أن يتم أخذ عينة من الحليب حتى يتم تحليلها، والاستقصاء حول المضادات الحيوية التي أخذتها الناقة في مدة تتراوح بين الثلاثة أيام وحتى أسبوع.

1- علاج الحالات الحادة وفوق الحادة

  • حلب الضرع بشكل كامل، والتأكد من خلوه من أي مادة موجودة بداخله تمامًا.
  • البدء في غسل الضرع جيدًا باستخدام الماء والصابون.
  • بعد ذلك يتم حقن الضرع بمحلول فسيولوجي معقم، شرط أن يكون طبيعيًا حتى لا يسبب أي تغيرات في التركيب الكيميائي للضرع، مع تدليك الضرع.
  • تفريغ الضرع من المحلول المعقم، يتم حقن المضاد الحيوي المناسب عن طريق مجرى الحليب مع تدليك الضرع، حتى يضمن توزيع الدواء في الأجزاء المختلفة للضرع، ويتم تكرار هذه العملية مدة ثلاثة أيام متتالية.
  • إعطاء الناقة مضاد حيوي، عن طريق الإبر العضلية، بالإضافة إلى خافض للحرارة.
  • التخلص من الحليب الذي يتكون خلال مدة العلاج، على مدار اليوم حتى نضمن الشفاء التام من التهاب الضرع.

2- علاج الحالات المبكرة للالتهاب الغرغريني

  • حلب الضرع بشكل كامل، على مستوى الأربعة أجزاء وإفراغها جميعها من كل ما تحتويه.
  • تعطى الناقة أدوية تعمل على إدرار البول.
  • حقنها بالمضاد الحيوي الذي يتناسب مع حالتها لمدة لا تقل عن أسبوع كامل.
  • في بعض الحالات المستعصية قد تحتاج إلى العمليات الجراحية، خصوصًا في حالتي الالتهاب الغرغريني والالتهاب المزمن، حتى نتمكن من حفظ حياة الناقة.

اقرأ أيضًا:  علاج الحضاة في ديد الناقة وأساليب الوقاية

الوقاية من التهاب الضرع

  • إبعاد الناقة المصابة عن أقرانها، حتى لا تتفاقم العدوى بينهم، على أن يتم إعادتها إلى القطيع بعد تمام الشفاء.
  • عزل الإبل المولودة عن أمها المريضة، مع ضرورة تسليمها إلى ناقة سليمة حتى تقوم بإرضاعها حتى تشفى أمها.
  • اتباع الإجراءات الوقائية قبل الحلب من غسل وتطهير الأيدي والملابس، وأدوات الحلب، مع الالتزام بوقت معين لحلب النياق.
  • البدء في عملية الحلب بالنياق السليمة أولًا، حتى لا تنتقل إليها العدوى.
  • مكافحة الحشرات والآفات الموجودة في الحظيرة باستمرار.
  • الحفاظ على نظافة المكان التي تجلس به النياق وتطهيره باستمرار، ووضع قش نظيف في أماكن جلوس الناقة لحماية الضرع من الصدمات.
  • عمل حملات تطهيرية للحلمات وذلك باستخدام محلول الأيودوفور بنسبة تصل إلى 0.5% بعد عملية الحلب، عن طريق القيام بعملية تغميس للحلمات بعد الحلب مباشرة في المحلول المطهر.
  • القيام بعمليات تنظيف دورية للضرع، مع القيام بعلاج الجروح والكدمات والإصابات البسيطة.

الإبل من الحيوانات التي تتحمل الكثير من الأمراض، لكن قد تطرأ بعض الإصابات التي تؤثر على صحة الحيوان، والتي من أخطرها هو الإصابة بمرض التهاب الضرع  إذ أن تأثيره ممتد لباقي النياق، والحوار المولودة حديثًا.

 

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة