كيف تدافع النباتات عن نفسها ضد المسببات المرضية وأمثلة عليها

أحمد عيسى

تعتبر النباتات عنصرًا أساسيًا في توازن النظام البيئي، حيث تواجه تحديات متعددة تتعلق بكيفية تدافعها ضد المسببات المرضية. في هذه المقالة، سنستكشف كيف تدافع النباتات عن أنفسها ضد المسببات المرضية، والآليات والاستراتيجيات التي تعتمدها للبقاء سليمة وصحية في وجه هذه التحديات.

كيف تدافع النباتات عن نفسها ضد المسببات المرضية

تعتمد النباتات على عدة آليات للدفاع عن أنفسها ضد المسببات المرضية مثل الفطريات والبكتيريا والحشرات والآفات الأخرى. إليك بعض الطرق التي تستخدمها النباتات للدفاع عن أنفسها:

  • الجدران الخلوية: تتكون خلايا النباتات من جدران خلوية سميكة تحمي الخلايا الداخلية. هذه الجدران يمكن أن تكون صعبة ومقاومة لاختراق المسببات المرضية.
  • إنتاج المواد الكيميائية الدفاعية: تنتج النباتات مواد كيميائية تساعدها في مقاومة العدوى. على سبيل المثال، تنتج بعض النباتات مركبات مضادة للفطريات والبكتيريا تسمى بالمضادات الحيوية النباتية.
  • تفعيل استجابات مناعية: تمتلك النباتات نظامًا مناعيًا يشبه جزئيًا نظام المناعة لدى الكائنات الحية الأخرى. عندما تتعرض للهجوم من قبل مسبب مرضي، تقوم النباتات بإطلاق استجابات مناعية تشمل إنتاج مواد كيميائية دفاعية وتحفيز الخلايا اللمفاوية.
  • الانتاج السريع للأنسجة: تستجيب النباتات للإصابة بالتكاثر السريع للخلايا المحيطة بالمنطقة المصابة. هذا النمو السريع يمكن أن يحتوي على العدو ويمنع انتشار العدوى.
  • استخدام القوى الجاذبية والحركة: بعض النباتات قد تستخدم حركاتها أو قوى الجذب لرفض الحشرات أو الكائنات الأخرى التي تحاول الاعتداء عليها.
  • الاعتماد على المفسرات: بعض النباتات تستعين بالكائنات الأخرى مثل النمل أو الأفاعي للدفاع عنها. على سبيل المثال، بعض النباتات تنتج مواد كيميائية جاذبة للنمل لتشجيعها على البقاء بالقرب منها والدفاع عنها ضد الحشرات الضارة.

اقرأ أيضًا:  معلومات غريبة عن النباتات.. هل سمعت عن النباتات المفترسة؟!

الأمثلة على استراتيجيات الدفاع لبعض أنواع النباتات

هنا بعض الأمثلة على استراتيجيات الدفاع المستخدمة من قبل بعض أنواع النباتات ضد المسببات المرضية:

  • نبات الطماطم (Tomato): ينتج نبات الطماطم مركبًا كيميائيًا يُسمى “توماتين”، وهو مضاد طبيعي للفطريات والبكتيريا، ويستجيب الطماطم للإصابة بالعدوى بزيادة إنتاج مركبات مضادة للفطريات مثل الجليسيرول والفينولات.
  • نبات الشاي (Tea Plant): يحتوي أوراق نبات الشاي على مركبات تُعرف بـ”البوليفينولات” التي تمتلك خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، وتحتوي أوراق الشاي أيضًا على الكافيين الذي يمكن أن يكون سامًا للبعض من الكائنات الدقيقة.
  • نبات القراص (Horseradish): يحتوي نبات القراص على مركبات تعرف بـ”الجلوكوسينوليت” التي تساعد في منع نمو الفطريات والبكتيريا، وعندما يتعرض القراص للجرح أو التلف، ينتج مركبًا يُسمى “أليسين” الذي يسهم في دفاع النبات ضد العدوى.
  • نبات النعناع (Mint): تحتوي أوراق النعناع على زيوت طيارة تحتوي على مواد كيميائية تمتلك خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، ويعتبر النعناع أحد النباتات النافعة في منع الحشرات المضرة.
  • نبات الجزر (Carrot): يحتوي جذر الجزر على مواد كيميائية تسمى “فلافونويدز” والتي تلعب دورًا في مقاومة الفطريات والبكتيريا، وعند تعرض الجذور للإصابة أو الجرح، يتم تحفيز إنتاج مضادات حيوية طبيعية للحماية.

اقرأ أيضًا:  طيور وأسماك وحيوانات تتغذى على النباتات والحيوانات فتعرف عليها

الاستجابات الفسيولوجية للنباتات لمحاربة العدوى

الاستجابات الفسيولوجية للنباتات لمحاربة العدوى تشمل سلسلة من العمليات والتغيرات الحيوية التي تحدث داخل النبات عندما تتعرض للعدوى. هذه الاستجابات تساهم في حماية النبات من المسببات المرضية. إليك بعض الاستجابات الفسيولوجية الرئيسية للنباتات لمحاربة العدوى:

  • إفراز المواد الكيميائية الدفاعية: يقوم النبات بإفراز مواد كيميائية خاصة تسمى بمضادات الفطريات ومضادات البكتيريا عندما تتعرض للعدوى. هذه المواد تساهم في قتل أو تثبيط نمو المسببات المرضية.
  • إنتاج البروتينات المضادة: تقوم النباتات أيضًا بإنتاج بروتينات مضادة تعرف باسم بروتينات الاستجابة السريعة (PR proteins) عندما تتعرض للعدوى. تساعد هذه البروتينات في مقاومة العدوى وحماية النبات.
  • تفعيل التسلسل الهرموني: يقوم النبات بتفعيل نظام هرموني خاص لمكافحة العدوى. يتضمن ذلك إفراز هرمونات مثل حمض الساليسيليك (Salicylic acid) وحمض الجاسمونيك (Jasmonic acid) والأوكسينات (Auxins) التي تلعب دورًا حاسمًا في استجابة النبات للعدوى.
  • موت الخلايا المصابة: يمكن أن تتجاوب النباتات مع العدوى عبر تنفيذ موت خلايا الموقع المصاب به. هذا الموت البرمجي يمكن أن يقلل من انتشار المسببات المرضية ويحمي الأنسجة السليمة.
  • تفعيل آليات التئام الجروح: بعد الإصابة بالعدوى، تستجيب النباتات عن طريق تفعيل آليات التئام الجروح وتكوين تحصينات حول المنطقة المصابة لمنع انتشار المسببات المرضية.
  • تغيير في توزيع الموارد: تعمل النباتات على توجيه الموارد الحيوية نحو المناطق المصابة لتعزيز عمليات الدفاع والتئام الجروح.

تجسد القدرة الفائقة للنباتات على مواجهة المسببات المرضية أهمية كبيرة في الحفاظ على تنوع النباتات واستدامة البيئة. بفضل آلياتها الدفاعية المتعددة والمتطورة، تظل النباتات تحافظ على استقرارها وتزهر رغم تحديات البيئة المتغيرة والعوامل البيولوجية الضارة. تفهم كيفية تدافع النباتات عن أنفسها ضد المسببات المرضية هو أمر مهم للحفاظ على التوازن البيئي واستدامة الحياة على كوكب الأرض.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة