هل السلحفاة تعرف صاحبها بعد مرور الوقت

أحمد عيسى

منذ زمن بعيد، أثارت الحيوانات المنزلية وسلوكياتها تساؤلات عديدة في نفوس أصحابها. من بين هذه التساؤلات، يبرز السؤال الملح حول السلحفاة والعلاقة التي تكونها مع الإنسان. هل السلحفاة تعرف صاحبها؟ هذا السؤال المحير، الذي يجمع بين الفضول والرغبة في فهم عالم الحيوانات بشكل أعمق، هو محور مقالتنا اليوم.

هل السلحفاة تعرف صاحبها؟

إذا كنا نتحدث عن السلحفاة كحيوان أليف، فالجواب قد يكون معقدًا قليلاً ولكنه مثير.

من الصعب أحيانًا تحديد ما إذا كانت السلحفاة تعترف بصاحبها بنفس الطريقة التي يفعلها الكلاب أو القطط، لأنها ليست حيوانًا اجتماعيًا بطبيعتها مثل هذه الحيوانات. ومع ذلك، هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن السلاحف قد تكون لديها قدرة على التمييز بين البشر.

  • تجاوب مع الحركة: العديد من أصحاب السلاحف يلاحظون أن سلحفاتهم تتجه نحوهم عندما يقتربون من حوضهم أو منطقتهم، وخاصة في الأوقات التي ترتبط عادةً بالتغذية.
  • التكيف مع الروتين: السلاحف قادرة على التعود على الروتين، وبالتالي قد تتعرف على الشخص الذي يغذيها بانتظام.
  • التجاوب مع اللمس: بعض السلاحف قد تظهر ردة فعل إيجابية تجاه لمس صاحبها، مثل تمدد رقبتها للخارج أو البقاء هادئًا بدلاً من الانسحاب داخل قشرتها.

اقرأ أيضًا:  كيف اعرف أن السلحفاة مريضة وما هي أشهر الأمراض التي تصيبها

سلوك تفاعل السلحفاة مع صاحبها

السلحفاة، بالرغم من كونها حيوانًا لا يظهر سلوكيات اجتماعية معقدة مثل الكلاب أو القطط، قد تظهر بعض السلوكيات المميزة عند التفاعل مع صاحبها. إليك بعض السلوكيات الممكنة:

  • تجاوب مع الحركة: عند الاقتراب من السلحفاة، قد تتجه نحو الشخص المقترب خصوصًا إذا اعتادت على أن يأتي مع هذا الاقتراب طعام. هذا قد يعتبر تفاعلًا استجابيًا للتغذية أكثر منه تفاعلًا اجتماعيًا.
  • الاستجابة للصوت: قد تتجاوب بعض السلاحف مع صوت صاحبها، خصوصًا إذا كانت تربط بين هذا الصوت وبعض الأنشطة مثل التغذية.
  • تحسس للمس: بعض السلاحف قد تستمتع بالتحسس اللطيف أو الفرك الخفيف على رأسها أو ظهرها، وقد تمد رقبتها خارجًا كرد فعل إيجابي للمس. ومع ذلك، قد تعتبر السلاحف الأخرى المس كتهديد وتسحب نفسها داخل قشرتها.
  • التمييز بين الأشخاص: بعض أصحاب السلاحف يشعرون أن سلحفاتهم قادرة على التمييز بينهم وبين زوار أو أفراد آخرين في المنزل.
  • الاستجابة للحالات الطارئة: في حالات الخوف أو الإجهاد، قد تبحث السلحفاة عن ملجأ بالقرب من صاحبها إذا كانت تشعر بالأمان بجواره.
  • سلوك البحث: إذا تم إطلاق السلحفاة في منطقة مفتوحة، قد تسعى لاستكشاف المنطقة ولكن قد تعود إلى مكانها المألوف أو البيئة التي تشعر فيها بالأمان، وهذا قد يكون بالقرب من صاحبها إذا كانت ترتبط بوجوده بالأمان.

اقرأ أيضًا:  البيئة عند السلحفاة البرية وتأثيرها على التكاثر والتغذية

كيف تتطور حواس السلحفاة للتعرف على صاحبها

السلحفاة، كغيرها من الزواحف، تمتلك حواس تمكنها من التفاعل مع البيئة المحيطة بها. ورغم أن السلاحف ليست مشهورة بكونها حيوانات أليفة تظهر حميمية كبيرة مع البشر، إلا أن البحوث والتجارب الميدانية قد أظهرت أن بعض السلاحف قادرة على التعرف على صاحبها أو التفاعل بطريقة مميزة مع البشر الذين يتعاملون معها بانتظام.

  • حاسة البصر: السلحفاة تعتمد بشكل أساسي على حاسة البصر. السلاحف قادرة على التعرف على الأشكال والألوان. في الظروف المناسبة، قد تكون قادرة على التمييز بين البشر المختلفين من خلال الشكل، الحجم، ولون الملابس.
  • حاسة الشم: السلحفاة تمتلك حاسة شم حادة. هذه الحاسة تساعدها في البحث عن الطعام والتعرف على البيئة المحيطة بها. قد تتمكن من استشعار رائحة صاحبها أو روائح محيطة به، مما يساعدها في التمييز.
  • التعلم والتكيف: من خلال التكرار والروتين، قد تتعلم السلحفاة أن بعض الأصوات أو الحركات مرتبطة بأحداث معينة، مثل وقت الطعام. في هذا السياق، قد تكون السلحفاة قادرة على ربط صوت أو حركة معينة بصاحبها.
  • حاسة اللمس: السلاحف قد تستجيب للمس، وذلك يعتمد على نوع السلحفاة والعناية التي تلقاها. الاحتكام المتكرر واللطيف قد يجعل السلحفاة تعتاد على صاحبها وتستجيب له بشكل أكبر.

في النهاية نجد أن هذا الكائن الصغير والهادئ له قدرات عجيبة في تكوين علاقات مع البيئة المحيطة به. ورغم أن البحوث والدراسات لا تزال تحتاج إلى الكثير لتوضيح الصورة بشكل كامل، فإن الأدلة المتاحة تشير إلى أن السلحفاة قد تمتلك القدرة على التمييز بين البشر وربما حتى الاعتراف بصاحبها. هل السلحفاة تعرف صاحبها؟ يبدو أن الجواب قد يكون مذهلاً أكثر مما نتصور.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة