60 ألف فرصة عمل في 514 مشروعًا لتربية الحيوانات تحت التنفيذ

شهد قطاع الزراعة والثروة الحيوانية في إقليم كوردستان تطورًا هائلاً خلال السنوات العشر الماضية، ويمكن أن نرى في ذلك دور حكومة الإقليم البارز، وبفضل الجهود الجادة والمستدامة التي بذلتها الحكومة المحلية، تم تنفيذ مشاريع متعددة تهدف إلى تعزيز هذا القطاع الحيوي، وفي هذا السياق، تم توفير تسهيلات مهمة لمربي المواشي والدواجن، مما ساهم في تعزيز إنتاجيتهم وتحسين جودة منتجاتهم.

فيما يتعلق بالقطاع الزراعي وتربية الحيوانات، يجدر بالإشارة إلى أن هناك أكثر من 2000 مشروع مخصص لتربية الحيوانات والدواجن في إقليم كوردستان، وتصل تكلفتها المالية إلى مليارات الدولارات، وهذه المشاريع قد أسهمت بشكل كبير في خلق حوالي 60,000 فرصة عمل، مما يمثل إسهامًا كبيرًا في تعزيز الاقتصاد المحلي.

وتجدر الإشارة إلى أنه قبل تشكيل الحكومة التاسعة، كان هناك 11 مشروعًا مخصصًا لإنتاج البيض. ولكن في الوقت الحالي، ارتفع عدد المشاريع إلى 39 مشروعًا، مما يمثل زيادة بنسبة تصل إلى 266%.

تحدثنا سابقاً عن النجاح الباهر الذي شهده قطاع تربية الدواجن وإنتاج البيض في إقليم كوردستان خلال السنوات العشر الماضية. حيث كان الإنتاج اليومي للبيض يتراوح بين 3000 و 4000 صندوق يوميًا، ولكنه ارتفع بشكل مذهل إلى أكثر من 14000 صندوق يوميًا في الوقت الحالي. هذا النمو الكبير في الإنتاج له أهمية استراتيجية، حيث يسعى الإقليم إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، حيث أن احتياجه اليومي للبيض يبلغ حوالي 7000 صندوق فقط، وبالتالي، تم توجيه الفائض من الإنتاج إلى المحافظات الجنوبية والوسطى في العراق.

يُذكر أن قبل تشكيل الحكومة التاسعة في إقليم كوردستان، كان هناك 1510 مشروع في مجالات تربية الحيوانات. لكن عدد هذه المشاريع ارتفع إلى 1908 مشروعًا، وزاد الإنتاج السنوي لهذه المشاريع من 135000 طن إلى 265000 طن، ويجدر بالذكر أن الاحتياج الفعلي للإقليم يقدر بحوالي 147,000 طن فقط، مما أدى إلى إرسال الفائض من الإنتاج إلى المحافظات الجنوبية والوسطى في العراق، وهذا التحسن الكبير يعكس الجهود المستدامة التي بذلتها الحكومة لتعزيز هذا القطاع الحيوي وتحسين جودة الحياة في المنطقة.

فيما يتعلق بمشاريع تربية الأبقار الحلوب، يمكن أن نرصد تقدمًا ملموسًا في هذا القطاع خلال السنوات العشر الماضية. قبل تشكيل الحكومة التاسعة، كان هناك 73 مشروعًا مخصصة لتربية الأبقار الحلوب، ولكن في الوقت الحالي، ارتفع عدد هذه المشاريع إلى 88 مشروعًا، وهذا الارتفاع في العدد قام بزيادة الطاقة الإنتاجية بنسبة 78٪ إذ كانت تضم الإبل في السابق حوالي 8000 رأس فقط، بينما وصلت الآن إلى 14000 رأس.

فيما يتعلق بمشاريع تربية الأبقار، شهدنا تطورًا ملحوظًا خلال العقد الماضي، حيث كان هناك في السابق 65 مشروعًا مخصصًا لتربية الأبقار، ولكن في الوقت الحالي، ارتفع عدد هذه المشاريع إلى 103 مشروع، وبفضل هذا التطور، زادت الطاقة الإنتاجية من 21000 إلى 98000 رأس، مما يمثل زيادة بنسبة 355٪.

أما بالنسبة لمصانع الأعلاف في إقليم كوردستان، فقد شهدت نموًا ملحوظًا أيضًا. حيث كان عددها في السابق لا يتجاوز 35 مصنعًا، ولكن الآن ارتفع العدد إلى 42 مصنعًا. وزادت الطاقة الإنتاجية من 542 طنًا في الساعة إلى 932 طنًا، مما يشكل زيادة بنسبة 78٪. هذا التطور يعكس التفاني في تعزيز البنية التحتية لصناعة الأعلاف وزيادة الإنتاجية في هذا القطاع الحيوي.

في مجال التوظيف، تعتبر هذه المشاريع منبرًا لتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لحوالي 60,000 شخص، وذلك بما يتضمن استثمارات تصل إلى مليار دولار.

وفي هذا السياق، أدلى فراس صديق، مدير دائرة الثروة الحيوانية في دائرة الإعلام والمعلومات، بتصريح قائلاً:

“إن استراتيجية الحكومة في إقليم كوردستان في مجال الزراعة تهدف إلى تسهيل توزيع واستهلاك جميع المنتجات بسهولة ومرونة داخل الأسواق المحلية وخارجها في العراق، بالإضافة إلى استكشاف فرص التصدير إلى الأسواق الدولية.”

قال صديق بتأكيد:

“سوف تستمر حكومة إقليم كوردستان في العمل على تنفيذ مشاريع جديدة متعددة لتصنيع منتجات متنوعة. ورغم أن التوجه العام يشمل إرسال الإنتاج الفائض إلى المناطق الجنوبية والوسطى من العراق، إلا أن هناك تحديات تعترض الجهود المبذولة من الحكومة الإقليمية. هذه التحديات تتسبب في تعطيل تسويق منتجات إقليم كوردستان على الصعيدين المحلي والدولي، وتأثر ذلك بشكل خاص على المنتجات الزراعية والحيوانية. لذلك، نعمل على تصدير البيض والدواجن الزائدة عن الاحتياجات المحلية إلى دول الخليج وبعض الدول الأخرى.”

من الجدير بالإشارة إلى أن إقليم كوردستان يمتلك مقومات كبيرة تجعله مكانًا مثاليًا لتطوير قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية، ويتميز الإقليم بمناخ ملائم وموارد وإمكانيات غنية، ومع ذلك، تعرض هذه الإمكانيات لأضرار جسيمة بسبب السياسات التدميرية التي تبناها النظام العراقي السابق.