طبيبة بيطرية في المنوفية تنبه إلى خطر انتقال مرض الأكياس المائية عبر الكلاب

أحمد عيسى

حذرت الدكتورة سماح نوح، رئيسة قسم الإرشاد في إدارة الطب البيطري بمنطقة الشهداء التابعة لمديرية الطب البيطري في محافظة المنوفية، بمن خطورة مرض الأكياس المائية، المعروف أيضًا بـ “داء المشوكات“، والذي يعتبر مرضًا طفيليًا حيوانيًا يمكن أن يصيب الإنسان عن طريق الاتصال مع الحيوانات المصابة به، وفي تحذيرها، أوضحت الدكتورة سماح أن هذا المرض معروف أيضًا باسم الأكياس المائية وأنه يسببه الطفيل Echinococcus granulosus، وقد شددت على أن هذا المرض منتشر عالميًا بشكل واضح، وخصوصًا في المناطق الريفية وأماكن تربية الحيوانات، ويعد هذا التحذير من الدكتورة نوح بمثابة إشارة حمراء تجاه ضرورة اتخاذ الاحتياطات واتباع الإرشادات الوقائية للوقاية من هذا المرض الخطير.

الدكتورة سماح نوح
الدكتورة سماح نوح

معلومات عن مرض الأكياس المائية

في تصريح للإعلام، قدمت الدكتورة سماح نوح توضيحات حيال الكائن الطفيلي المثير للقلق. الكائن المشار إليه هو ديدان شريطية بالغة الحجم، تتمركز في جهاز الهضم لدى الكلاب ومخلوقات آكلة اللحوم الأخرى مثل الذئاب والثعالب، وهو جزء أساسي في سلسلة الحياة. تعرف هذه الديدان بالاسم العلمي “Echinococcus granulosus”.

كفية انتقال مرض الأكياس المائية

أشارت الدكتورة نوح إلى أن هذا الطفيل يقوم بدخول أمعاء الكلاب، حيث يكمل دورته الحياتية ويفرز بيوضه من خلال البراز الذي يتساقط على النباتات والخضراوات، وبهذه الطريقة، ينتقل المرض إلى حيوانات أكلة الأعشاب مثل الأبقار والماعز والأغنام، وبالتالي يمكن أن ينتقل إلى الإنسان عبر تناول الخضراوات التي لم تغسل جيدًا، مثل البقدونس والنعناع والبصل الأخضر والخس، أو عبر تناول لحم الخراف التي تكون حاملة لهذا الطفيل.

أوضحت الطبيبة البيطرية بدقة أنه يتم تفقيس بيوض هذا الطفيل داخل الأمعاء، ثم تنتقل هذه البيوض إلى أعضاء أخرى في الجسم مثل الكبد والرئتين والرأس. وبمرور الوقت، تتجمع هذه البيوض وتتحول إلى أكياس سائلة تُعرف بأكياس اليرقان، والتي يمكن أن تصل حجمها إلى حجم بيضة الدجاج في الحالات الأكثر تطورًا. وحسب الظروف ومرونة الأعضاء المصابة، فإن حجم هذه الأكياس يمكن أن يكون مماثلًا لحجم حبة البرتقال في الرئتين والكبد.

أعراض مرض الأكياس المائية

أوضحت الدكتورة سماح نوح أن ظهور الأعراض المرتبطة بمرض الأكياس المائية يعتمد على موقع انتشار هذه الأكياس في الجسم. وفي حال تجمعت في الكبد، يعاني المرضى من تضخم في البطن وآلام مزمنة، بالإضافة إلى فقدان الوزن غير المبرر، وقد يصل الأمر إلى قصور في وظائف الكبد. أما إذا انتشرت في الرئتين، يعاني المرضى من ضيق تنفس مستمر وإصابات رئوية متكررة. وإذا تواجدت في المخ، فإن المصابين يعانون من صداع شديد ومُستجيب للعلاج بصعوبة، بالإضافة إلى تشوش في الرؤية وظهور أعراض أخرى تعتمد على موقع تواجد هذه الأكياس بالتحديد.

كيفية الوقاية من مرض الأكياس المائية

قدمت الطبيبة البيطرية توجيهات حيال الوقاية من مرض الأكياس المائية. أكدت أهمية غسل الخضار الورقية والعشبية بعناية، باستخدام مواد معقمة أو بشطفها تحت الماء الجاري بقوة، للقضاء على بيوض الطفيل. وأشارت إلى أن غلي كبد الأغنام أو رئتها لمدة نصف ساعة يكون كافيًا لقتل الجزيئات الطفيلية، مشددة على ضرورة تجنب التماس المباشر مع براز الحيوانات الأليفة، والحرص على غسل اليدين بعد التفاعل مع الحيوانات، خاصة تلك التي ليست من الدواجن. كما دعت إلى التخلص من ظاهرة ذبح الحيوانات خارج المكان المخصص لها، وأكدت على أهمية النظافة الشخصية والتخلص السليم من القمامة، وأخيرًا، تحث على العناية بنظافة الحيوانات المنزلية وتوفير العلاجات اللازمة باستخدام أدوية مضادة للديدان بانتظام.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة