كوريا الجنوبية تعزز جهودها لفرض حظر استهلاك لحوم الكلاب

في تطور سياسي نادر، تشهد كوريا الجنوبية تسارعًا غير مسبوق في جهودها التشريعية لوقف استهلاك لحوم الكلاب. هذه الخطوة تأتي في وقت تشهد فيه البلاد حالة نادرة من التوحد السياسي، مع دعم صريح من المكتب الرئاسي لإنهاء هذه الممارسة التي استمرت لقرون طويلة.

وفقًا لوكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية، تعود دعوات إنهاء ممارسة استهلاك لحوم الكلاب إلى فترة طويلة، حيث لم تكن تلك الممارسة ممنوعة بشكل صريح أو قانوني في كوريا الجنوبية، ومع ذلك، شهدت حملة مكافحة استهلاك لحوم الكلاب اهتمامًا متزايدًا في أواخر شهر أغسطس الماضي، وذلك بعد زيارة مفاجئة قامت بها السيدة الأولى “كيم كيون هي” إلى مؤتمر صحفي نظمته مجموعة مدنية تسعى إلى وقف هذه الممارسة.

أعلن حزب “سلطة الشعب“، الذي يتصدر الحكم في كوريا الجنوبية، عزمه على التصعيد لصياغة مشروع قانون جديد يستهدف مكافحة استهلاك لحوم الكلاب ويحمل اسم السيدة الأولى، وهذا الإعلان يأتي في إطار تطور نادر يظهر توحيد المواقف حيث تعهد الحزب المعارض الرئيسي، حزب الديمقراطيين أيضًا بالعمل على حل هذه المسألة بحلول نهاية عام 2024.

هناك 4 مشاريع قوانين تعلقت حول قضية حظر استهلاك لحوم الكلاب، وقد وقع العديد من المشرعين القادمين من الأحزاب الرئيسية المتنافسة على اثنين من القرارات التي تلتزم بالقضاء على هذه الممارسة. تجد الجمعيات والنشطاء المدافعين عن حقوق الحيوانات هذا التقليد وحشيًا ويروجون لإنقاذ أفضل أصدقاء للإنسان. بينما يرى آخرون أن هذا النقاش ليس مختلفًا عن استهلاك لحم البقر أو لحم الخنزير، معتبرين أنه لا يجب تمييز لحم الكلاب عن غيره من مصادر اللحوم.

في استطلاع للرأي أُجري العام الماضي بواسطة مؤسسة جالوب، كشفت النتائج عن تغير كبير في وجهات نظر الأفراد تجاه تناول لحوم الكلاب. وفقًا للاستطلاع، أبدى 64% من الأشخاص الذين تجاوزوا سن الثامنة عشرة عامًا تصورًا سلبيًا تجاه هذه الممارسة، وهذا التغيير يشكل تناقضًا واضحًا مقارنة بعام 2015، حيث أعرب فقط 44% من الأفراد عن وجهة نظر سلبية بشأن هذا الموضوع.