كل ما ترغب في معرفته عن كلاب جيرمن شيبرد

أثبتت الإحصاءات أن كلاب جيرمن شيبرد هي الأكثر تربية شيوعًا في العالم ككل، لا سيّما في الوطن العربي؛ لذكاء هذه السلالة وغيرها من المُميزات كفيلةً بجعله يتربع على عرش الكلاب المُحببة للبشر عن جدارةٍ واستحقاق.

ما لا تعرفه عن كلاب جيرمن شيبرد

كلب الراعي الألماني أو ما يُعرف بكلب الجيرمان (German Shepherd Dog) هو سُلالة من ضمن عشرات السُلالات التي تنحدر أصولها من دولة ألمانيا، وهو سبب تسميتها بكل تأكيد، وعلى الرغم من انتشار هذا الكلب بشكل كبير إلا أن اكتشافه جاء مُتأخرًا.

الجدير بالذكر أن هذا الكلب ليس من أنواع الكلاب الأصلية والسُلالات النقية، ففي عام 1878 قام الألمان بُمحاولة لتجميع كافة المُميزات الموجودة في كلابهم عن طريق تزويجهم، فكلب بتورنغن كانت أذنيه متدلية، أما كلاب بادن فورتمبيرغ كانت تمتلك آذانًا قائمة.

تمت عملية التزاوج بين هذه الكلاب وغيرها من الفصائل التي كان العامل المُشترك بينها الذكاء، الطاعة، اليقظة، القوة وغيرها من المُميزات، والغريب كونها لم تُكتشف في البداية إلا لتكون كلاب عاملة ترعى القطعان وتحرسها.

فعلى عكس السُلالات التي تم اكتشافها مُنذ فجر التاريخ كانت بداية معرفة البشر بهذا الكلب في أواخر القرن التاسع عشر بعد مُحاولاتٍ عِدة للهندسة الوراثية، وتيمُنًا بمقولة الكم لا الكيف أتت مُميزات هذا الكلب لتجعله يُناطح مكانة كلابٍ أخرى على الرغم من كونها مُكتشفةً ومُستأنسةً من قبله.

من سُلالة محلية إلى كلاب بمواصفات عالمية!

مُنذ اكتشاف كلب الجيرمان وحتى يومنا هذا ظل مُحافظًا على مكانته لدى بني آدم، وهو ما لم يحدث من قبل مع غيره من الكلاب لهذه الفترة الطويلة التي فاقت القرن ونصف القرن، وهذا صب في مصلحة علاقة الراعي الألماني بالبشر، فهذه الفترة جعلت كلاب الجيرمان تتطور لتتأقلم على وجود الإنسان والتعامل معه.

دائمًا ما تتم الإشارة لهذا الكلب بكونه أفضل الكلاب على الإطلاق من ناحية التعلق بالبشر والإخلاص لهم، ذلك أدى إلى كسب هذه السُلالة ثقة الإنسان، فكان يرعى القُطعان ويُحافظ على الدواب من الهرب أو التعرض للمخاطر، وشيئًا فشيئًا ظهرت لهذه الكلاب وظائف أُخرى.

شجاعة الكلب، قوته، بالإضافة إلى الذكاء والغِلظة كانت جميعها من الصفات التي وجدت فيها الشُرطة الألمانية ضالتها، فازدادت ترسانة هذه القوات باستخدامه كفردٍ من أفرادهم، كما أن استخدامه في الحروب التي خاضتها ألمانيا على مر التاريخ رسخ مكانته وإرثه لدى شعب الماكينات.

ذاع صيت هذه السُلالة من الكلاب خلال فترة وجيزة، فالإمكانيات والخصائص التي تُظهرها لا مثيل لها في العالم كُله تقريبًا، ونتيجةً لذلك بدأ تصدير الجيرمن شيبرد إلى دول أوروبا، فكانت فرنسا من أوائل الدول المُستوردة في عام 1910 ولم يتوقف تصدير هذه الكلاب إلى يومنا هذا، فالمُعدلات في ازدهار وازدياد مُستمر.

من أكثر الأمور التي تسببت في انتشار هذه السُلالة على مُستوى العالم أجمع هو إدخال كلاب الراعي الألماني أو الجيرمن شيبرد إلى الولايات المُتحدة الأمريكية رفقة الجنود العائدين إلى موطنهم عقب الحرب العالمية الأولى، وبسبب ذكائها وقوامها أصبحت هذه الكلاب من نجوم الصف الأول في السينما، فكان فيلم Strongheart مُجرد بداية.

استخدامات لم تكُن مُتوقعة لجيرمن شيبرد

بمرور الوقت كانت فصيلة كلب الراعي الألماني تُظهر مُميزات جديدة وخصائص نادرًا ما تجتمع في كِلابٍ أُخرى عن طريق طفرة جينية ما أو نظام تدريبي صارم، تسبب ذلك في بلوغ هذا الكلب مكانة يكون فيها كلب الحراسة الأول، والكلب البوليسي والعسكري الأكثر كفاءة.

أدى ذلك إلى كون كلاب الجيرمان السُلالة العسكرية المُفضلة بالنسبة لجنود الولايات المُتحدة الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، وفي يومنا هذا جاء في العديد من المصادر أن هذه الكلاب تحتل المرتبة الثالثة في قائمة أفضل 50 سُلالة داخل الولايات المُتحدة.

المعروف عن الجيرمن هو أن استخدامُه لم يقتصر على أعمال الحرب وغيرها من الوظائف العسكرية والأمنية، فبجانب هذه الاستخدامات التي استندت في المقام الأول على مُميزات القوة والغِلظة كان هُناك بعض الوظائف التي اعتمدت على كون هذه الكِلاب أليفة، مُحبة للإنسان وذكية.

فأصبح هذا الكلب الوسيلة الأولى لإرشاد المكفوفين، كما أن استخدامه شاع في عمليات البحث والإنقاذ، ونتيجةً لذلك كان هذا الكلب فردًا من أفراد العائلة بالنسبة للعديد من الأُسر، فهو ليس مُجرد حيوان أليف يتم تربيته للتسلية أو اللعب والتنزه، فلا تُحب هذه الكلاب البقاء بمُفردها، فتركها وحيدة قد يُصيبها بالملل إلى حد الاكتئاب.

مواصفات كلب السلم والحرب الأول

في حال ما قُمت بالاطلاع على تصنيفات الكلاب في أي بلد حول العالم ستجد أن كلب الجيرمان شيبرد يحتل مركزًا في المراتب العشر الأولى بلا شك، ولم يأتِ ذلك عن طريق الخطأ أو نتاج الصُدفة، فلهذا الكلب العديد من المُميزات الفريدة التي تجعله يستحق هذه المكانة، وعلى رأس هذه المواصفات نجد المواصفات الجسدية والبدنية التي تشتمل على ما يلي:

من أكثر المعلومات المغلوطة عن كلاب جيرمن شيبرد في واقع الأمر كونها تأتي باللون الأسود والبُني فقط، وبرغم كون هذا اللون هو الأكثر شيوعًا إلا أن ألوان هذه السُلالة تصل إلى خمسة عشر لونًا تقريبًا، ومن أمثلة هذه الألوان على سبيل الذكر لا الحصر ما يلي:

• الأسود الداكن.
• الأبيض النقي.
• اللون العسلي.
• الكُحلي.
• الرصاصي.
• البُني.
• فضي.
• أسود وأحمر.
• الذهبي.
• الأبيض والأسود وهو أكثر الأنواع نُدرة وأغلاها ثمنًا.

لا يقتصر اختلاف الكلاب الجيرمن عن بعضها البعض على الألوان فحسب، فهُناك بعض المواصفات الجسدية التي تُحدث الفارق، وتُغير من استخدام الكلب، فالكلاب ذات مؤخرة الظهر القائمة والتي تُعرف باسم وورك لاين تصلُح للحراسة والعمل الشاق.

أما ذات الظهر المستوي التي تُعرف باسم شو لاين فتُستخدم للعروض وتصلح للحراسة، كما أن هذه الفصيلة قد تأتي بشعر يتراوح في طوله بين قصير، متوسط وطويل، ولكنها تتشابه في بعض المواصفات، حيثُ تُشارك بعض الخصال التي تتمثل فيما يلي:

• الذكاء المُبهر.
• حاسة الشم الفائقة.
• حماية من يحبون لدرجة الموت من أجلهم.
• التعاون وحُب البقاء في جماعة وصُحبة.
• النشاط المُفرط في بعض الأحيان.

تُعد واحدة من أكثر المعلومات إبرازًا عن كلاب جيرمن شيبرد لتميزه هو احتلاله إحدى المراتب العشر الأولى مُنذ عام 1908 وحتى يومنا هذا بين الكلاب الأكثر شُهرة وانتشارًا حول العالم، وهذا وفقًا للتقييم الخاص بنادي بيت الكلاب الأمريكي. The American Kennel Club