الناقة الحايل.. هل يجب أن تضيير؟

هبة محمد علي

هل الناقة الحايل تضيير؟ وكيف تعرف الناقة الحايل؟ يتعامل أهل البادية مع النوق وفق طبيعتها، دون المساس بحاجتها الفطرية التي خلقها الله عليها، هذا وهناك من العمليات التي تخضع لها ابتكروها فقط لأجل الحاجة.

عملية تضيير الناقة.. متى تحتاج لها؟

تتعدد مُسميات الإبل عند البدو، فلكل معنى وصفات، واشتهرت بينهم لسهولة التعامل معها، ليعرف المُربي ما تحتاجه.

فهناك بعض الحالات التي تظهر فيها الناقة بحاجة إلى ما يُسمى بالتضيير.. ألا وهي:

  • الناقة الحايل التي لم تحمل.
  • الناقة التي مات ولدها فور ولادته.
  • التي لم تتعرف على ولدها عند ولادته لاسيما إن كانت بكرًا.
  • الناقة السمينة جدًا.. فيُراد أن يخفف عنها الشحوم.

بهذا علمنا أن الناقة الحايل تضيير، وغيرها من النوق.. وفق لِما يراه مُربيها في حالتها.

يُذكر أن الناقة التي يموت عنها ولدها، يُبعد عنها ولدها حتى لا تراه، ويقدم لها الحاشي.. وهو من الإبل المولودة الذي لم يتعدَ الأسبوع من عمره، حتى تستطيع إدرار الحليب وترضعه؛ لتحقيق الرابطة بينهما طوال عامين.

اقرأ أيضًا:  ما هي الناقة الفاطر

كيفية تضيير الناقة

أما عن الكيفية التي ابتكرها البدو لغرض تضيير الناقة.. تهدف بالأخير إلى جعل النوق السابقة تدر الحليب عن طريق الحلب ورضاعة ولد ليس بولدها.

على أن الناقة في مثل تلك الحالات يخاف عليها مربيها من غرز اللبن في الضرع، فيحرم من لبنها مدة تصل في أسوأ تقدير إلى عام كامل.. فيقوم:

  1. ربط أنف الناقة بإحكام.
  2. حشو الدبر بالخرق والأكياس.
  3. يتركها لساعات وربما يوم كامل على هذا الوضع لتتوهم أنها كالحامل.
  4. يحل عنها الرباط.
  5. يقرب منها الحوار.. وهو ذاك الابن لناقة أخرى.
  6. تقوم الناقة بفطرتها بشم الحوار، فتحسب أنه ابنها.
  7. تدر الحليب لأجل رضاعته.. وهكذا يكون تضيير الناقة الحايل.

اقرأ أيضًا:  علامات عشار الناقة

كيف تعرف الناقة الحايل ؟

في التراث البدوي ثمَّة أسماء ومعان يعرفها أكثرية الدول العربية، منها أسماء الإبل والنوق.. فكل اسم يحمل صفة وحال الناقة.

فالحايل هي على الأرجح الناقة البكر، التي لم تحمل بعد.. تختلف بذلك عن الناقة الخلوج، وهي التي حملت وولدت لكن مات عنها ولدها مؤخرًا فحزنت، ولا زالت تبحث عنه وتشتاقه.

اقرأ أيضًا:  كم مرة تلد الناقة

هل تضيير الناقة يعذبها؟

سبق وذكرنا أن الناقة الحايل تضيير لإدرار الحليب، فهل ذلك فيه تعذيبًا لها؟

الأصل أن يكون المربي حانيًا على النوق التي يربيها، فلا يلحق بها الأذى.. أما عن التضيير فلم يذكر أنه من قبيل الأذى للناقة، ما إن كان مصحوبًا بالرفق واللين.

كذلك ما يعزز القيام به أن يكون المربي مغلوبًا على أمره، فهناك مصلحة منتظرة من إدرارها اللبن، حتى لا يغرز لبنها في الضرع.. فقبل إفادته بلبنها، هو يحافظ على صحتها.

أما إن كان الضرر كبيرًا على الناقة من تلك العملية، فلا تجوز بأي حال.. ويعوَّل في معرفة مقدار الضرر على الأطباء البيطريين.

لقد هيمن الجمل على الصحراء لأكثر من أربعة آلاف سنة، وها نحن لا زلنا نعرف عنه المزيد مقتبسين من التراث البدويّ مُسميات الإبل وصفاتها وسير حياتها.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة