أبيات شعر في حب الإبل

عمرو عيسى

أبيات شعر في حب الإبل تصف مدى أهميتها عند العرب، فكانت بمثابة امتدادًا لشخصية الرجل مكملة لوجاهته، وتُقدم بها المهور وتتخذ في الترحال خير وسيلة، فهي رفيقة الدرب لمن هاجر من مكان إلى مكان، ولهذا كثيرًا ما تغني في وصفها الشعراء ونالت من مدحهم الكثير، كما نذكر في موقعنا Un Human.

أبيات شعر في حب الإبل

كان العرب قديمًا يعتمدون على الإبل اعتمادًا بالغًا فكانت جزء لا يتجزأ من حياتهم الأصيلة، فهي مصدر الرزق وعتاد الحرب، علاوةً على كونها من وسائل النقل المميزة، كما يُعتد بها من مظاهر الترف لمن يمتلكها، فوفقًا إلى أنواعها يكون المؤشر للجاه والغنى.

بناءً على كل هذا قد تغنى الشعراء بالإبل خاصة البدور، فقالوا الكثير في حبها ووصفها وفوائدها، فكتبوا في ذلك الصدد خير القصائد وأجملها، كتلك الأبيات الشعرية في حب الإبل:

الذود يا هذال يصخم حنينه

ما بين شبك وبين قصر ودماله

وأم الحوير اليوم شينه

رد الحوير وفك عنها الشمالة

العين يوم تشوف ريمه حزينة

يسرح بها قلبي ويضوي لحاله

والفاطر العوجا عليها غبينة

إن رجّعت للحوش جبن ونزاله

سقها برفق وخلها في سكينة

تمشي ويسقيها المطر من خياله

إن عاش رأسي يالحيا تاصلينه

وتبدلين السر قفرٍ بداله

فكانت الإبل عند أجدادنا هي الأنس والأنيس في مفارق الطرق البعيدة، التي عانوا فيها من الوحدة والوحشة، فولدت لها الكثير من البحور الشعرية، واتخذها الشاعر مدعاة لسرد أحاسيسه ووجدانه، واتخذها في بعض الأبيات محاورًا له.. هكذا وجدنا في أبيات الشعر في حب الإبل.

شعر الإبل عطايا الله

أنعم الله علينا بالكثير من النعم التي لا تُعد ولا تُحصى، ومنها ما نجده في الحيوانات والنباتات، التي يرتبط بها بقائنا أحياء، أما عن الإبل قديمًا فلم تكن كغيرها من الحيوانات، إنما كانت خير رفيق لبني البشر، تساعدهم في كثير من الأمور ويعتمدون عليها في التنقل وطلب الرزق وما إلى ذلك.

فخير ما عبر عن ذلك قصيدة “الإبل عطايا الله” والتي جاءت أبياتها الشعرية في حب الإبل ووصفها، تصف طباعها ومدى أهميتها عند الناس قديمًا، ونقدمها لكم فيما يلي:

الإبل عطايا الله في وجهها الخير

لو الضما والجوع ساطي بأهلها

الله عليهن يوم وردن على البير

فيهن متالي وارده على مهلها

ويا ماحلا لجة حنين المصاغير

عقب الوريد ان صدّرت على سهلها

الطير قيّض وانتظر هدة الطير

مشاحي الصقّار ما أحد وصلها

لأحل الاجرد جنك عوج المناقير

طيور حرة ما تلاقي مثلها

الحر يعلف والردي له مخاسير

طريدته لين اولمت ما نقلها

شفي على المقناص بارض المقافير

في ديرة والله ما أبغى بدلها

حسما ربيع القلب عشق المناعير

كم اجودي في وقت ماضي نزلها

فيها تطيب النفس ويفرع الطير

لين اطلع وشاف الحباري وصلها

انهدّه عليهن لادرجن بالعثامير

هذي قلبها بكف وهذي عدلها

يطرح غدانا قبل شمس المظاهير

في فيضة والعشب خالط دحلها

والما يسيل من الثمايل شخاتير

من حوله العربان حطت رحلها

ودلالنا بالنار صفرا مباهير

ملقمة بالكيف ما هو بجهلها

وانّاطح الخلفات ودنا الخواوير

ودنا حليب اللي يونس قبلها

اقرأ أيضًا: عبارات عن الإبل جميلة

يعطنك الخلفات من دون تقصير

أنعم الله على الإبل بقدرات ومميزات لا تضاهيها أخرى، تتجلى في أصواتها الصادرة التي تبعث كل منهما في مناسبة بعينها، فتجد لها صوت عند الخوف، وآخر عند الحزن، وآخر يعلم به حادي الركب جيدًا وهو صوتها الناتج عن ثقل ما عليها من أحمال.

هذا علاوةً على الأسنمة، والتي ذكرت في سنة النبي الكريم في غير موضع، فهناك من الإبل ما له سنام واحد، وآخر سنامين، وفي هذا السنام حكمة بالغة من وجوده، لأنه يُخزن فيه الغذاء، لكونه يمر طويلًا في صحراء لا زرع فيها ولا ماء فكيف له أن يعيش دون أن يرتوي ويتغذى.

مثل النحل تعطيك صافي عسلها

البل عطايا الله ليت المقادير

تاقى عليها ثم تبطي باجلها

هذا ولاهم البنات الغنادير

ولا العيون اللي اتداري خجلها

عشقي انا للبر نساني الغير

دامه ربيع النفس يصعب محلها

لكل تلك الصفات الرائعة، جاءت الكثير من أبيات شعر في حب الإبل على لسان القدماء والرحالة والبدو، تعبر جميعها عن امتنانهم بوجود الإبل وسيلة لهم في أمور شتى لتكون بذلك خير النعم التي أنعم الله بها عليهم.

اقرأ أيضًا: رمزيات عن الابل

قصيدة بدوية عن الإبل

إن الناقة هي أنثى الإبل، أما عن لفظ الإبل ذاته فكان يطلقه البدو والعرب على الجمال والنوق معًا، وكان للإبل عند البدو أسماء كثيرة، وقد عبروا بدورهم عن أهمية الإبل عندهم بأنواعها المختلفة، في أبيات شعرية في حب الإبل جاءت كما يلي:

أنا بدوي ومولّع بشبة النار

لا حلقوا جنبي شيوخ الرجالي

مختارهم قدوة من أخيار الاخيار

ولا فيهم اللي جاب هرجٍ هزالي

هروجهم طيب وتجاريب وأشعار

مجرّبين كل مرن وحالي

وأفرح ليامن شفت لي زول خطّار

والنار مشبوبه ونجرن يلالي

والبن في المحماس يقلبه بيطار

ويحركه ما بين جمرن وصالي

وهيل الحبش مع زعفران ومسمار

يفوح ريحه بين صفر الدلالي

هذا تراث أجدادنا ونسل الاحرار

وبيت الشعر مبني وشداد وزوالي

وصوت الرحى والبُر صوته ليا ندار

والقربه مدبوغه وماها زلالي

بداوة الاجداد وافين الاشبار

والحمل ينقل في ظهور الجمالي

وأنا بدوي ومولع بمشي الاقفار

وأرعى الإبل في روض ممطر وخالي

إن الإبل آية من آيات الخلق، جاءت معجزة لنبيّ الله صالح، فكانت معجزة ربانية من عند الله، ألفتها العرب في الحل والترحال، فكانت مصدرًا لأموالهم وبيوتهم وأثقالهم، كثيرًا ما تفكروا في صفاتها وخلقتها.

ووجدوا فيها قدرة الخالق وعظيم إبداعه، وعادة ما يردد مُحبي الإبل وجمالها الكثير من الأبيات التي نثرها الشعراء قديمًا معبرة عن حبهم لها، ومكانتها لديهم، فكانت رمزًا للشجاعة والعز وخصال الشرف.

اقرأ أيضًا: تنحر الإبل وهي واقفة معقولة

أجمل ما قيل في وصف الإبل

قصيدة قالها الشاعر “محمد القولي” مثلت الكثير في أبياتها الشعرية في حب الإبل، حيث أوضح فيها كم أن في الإبل منافع جمة، لا يدركها إلا من انتفع منها حقًا.. ولطالما نتخذ سفينة الصحراء مثالًا على الصبر والاحتمال، رغم قسوة ظروف الحياة الضنكة تجد الإبل شامخة لا تهتز ولا تجزع.

فمن يصف الإبل في شعره، يمتزج وجدانه مع حالها، فلربما عانى مثلما تعاني في ظل حرارة قاسية، وقد انبعث وجدان الشاعر في قصيدته معبرًا عن معانٍ بالغة فيها نشير إليها فيما يلي:

يا حاديَ الرَّكبِ قد لانتْ لك الإبلُ

واستأنسَ الليلُ وانقادتْ لك السبلُ

ورحَّبَتْ كلُّ أرضٍ كان يبلُغُها

عذبُ الحداءِ وفيه البوحُ مشتعلُ

أصغى لك الرملُ واخضلَّت مدامعهُ

شجاه منك الهوى يعدي وينتقلُ

فَلانَ تحت خِفَافِ العِيسِ من وَلهٍ

وراح في فَلكِ الأشعارِ ينشغلُ

يا حاديَ الرَّكْبِ كم في الركب من دنفٍ

قد شفه الوجدُ للأحبابِ يرتحلُ

يطوي الفيافي وطيرُ الشوقِ يَسْبِقُهُ

إلى الأحبةِ تقفو إثره الإبلُ

لا تشتكي الجوعَ إن طال المسيرُ بها

ففي السنامِ عطاءٌ راح ينهملُ

والماء إن عزَّ في الصحْراءِ موردهُ

ففي الحشا حَوْضُ ماءٍ ليس ينخدلُ

والكونُ لو منحتْه الشمسُ بُرْقُعَها

وألبسته رداءَ القيظِ يشتعلُ والرملُ

لو عكست حبَّاته سقرا فخافه الطيرُ

قد عزَّت بهِ النزلُ لاستهونته وسارت

في مسالكهِ ما راعها وهجٌ

بل كان يحتملُ والقَرُّ

لو أنَّ ريحَ القطبِ عاصفةً

هبَّتْ عليه وكرَّ الخوفُ والوجلُ

وبات كلٌ من الأحياءِ مختبئًا

يأبى الظهورَ وزندُ البردِ ينفتلُ

راحت تخبُّ بمن في الركبِ آمنةً

جلبابُها وبرٌ والدفءُ مشتملُ

والأرض إن خشُنتْ أو لان ملمسُها

فلا تبالي لها الأخفافُ منتعلُ

حواجبٌ وقفت حِصنًا لأعينها

وأرجعتْ هجماتِ الرملِ تنخذلُ

والأنف قد شقَّه الديانُ تغلقه

متى تشاءُ فلا داءٌ ولا أجلُ

إنه رفيق الإنسان المخلص، الذي حباه الله بقدرات تخول له تحمل السير مسافات فوق الرمال الناعمة في صحراء قاحلة، لا يشوبها إلا العواصف والرياح، وهو قويّ شامخ صديقًا للصبر.

نجد أهمية الإبل عن العرب في الحرب والسلم، البهاء والتزين، والعتاد والفناء والكثير من المنافع.. لذا مثلت عندهم الكثير وكانت من أجلّ النعم، ولهذا يتواجد الكثير من الأبيات الشعرية البليغة عنها.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة