انطلاق الحملة الوطنية لتحصين المواشي لعام 2023-2024 في ولاية كيدي ماغه

أحمد عيسى

بدأت صباح الأمس، الاثنين الموافق 30 أكتوبر، في قرية “ويندي يولي” التابعة لبلدية سيلبابي، عاصمة ولاية كيدي ماغه، الحملة الوطنية لتحصين المواشي استعداداً لموسم 2023-2024، وتميزت هذه الحملة بشعارها الرائع “بالتحصين نعزز صحة الحيوان.. فلنتحرك الآن”، وهو شعار يعكس التزاماً قوياً بالعناية بالحيوانات والمساهمة في الحفاظ على سلامتها.

بإشراف معالي وزير التنمية الحيوانية، السيد أحمديت ولد الشين، وبمشاركة والي ولاية كيدي ماغه، السيد أحمد ولد محمد محمود ولد الديه، انطلقت حملة طويلة تمتد 6 أشهر تهدف إلى القضاء على الأمراض الخطيرة التي تصيب المواشي الوطنية في مناطق الريف، والهدف الرئيسي لهذه المبادرة الجديدة هو الحفاظ على صحة الحيوانات والحد من انتشار الأمراض، بما في ذلك المجترات الصغيرة، والتي تعد تهديدًا جسيمًا للاقتصاد الريفي.

في كلمته خلال هذه المناسبة الهامة، أوضح معالي وزير التنمية الحيوانية أهداف وتفاصيل الحملة الجديدة بأسلوب مميز، وتميز هذا العام بأنه شهد تنظيم حملة تحصين المواشي التي تديرها وزارة التنمية الحيوانية، تهدف هذه الحملة الضخمة إلى تحصين 11 مليون رأس من الأغنام والماعز ضد مرض طاعون المجترات الصغيرة “بودميعه“، بالإضافة إلى تحصين 2 مليون و400 ألف رأس من الأبقار ضد مرض ذات الرئة والجنب الساري “بوكليب“، وكذلك توفير الحماية من أمراض أخرى تظهر أحيانًا مثل الكبد والمرارة والجدري، وهذه الجهود تعكس التزام واضح من الحكومة بتحسين الصحة الحيوانية ودعم مربي الماشية، وتأتي في سياق استمرار الجهود لضمان الاستدامة والتقدم في القطاع الزراعي.

أشار وزير التنمية الحيوانية إلى دور الغاية الهامة الذي تلعبه الثروة الحيوانية في تعزيز الاقتصاد الوطني، وحيث تمثل هذه الثروة نسبة تقدر بـ 10% من الناتج المحلي الإجمالي، وتسهم بنسبة تقدر بـ 65% من ناتج القطاع الزراعي، وبالإضافة إلى ذلك، تعمل على استقطاب أكثر من 11% من القوى العاملة الوطنية، وتوظف نحو 60% من القوى العاملة في المناطق الريفية.

وفي هذا السياق، تلعب الصحة الحيوانية دورًا محوريًا في تحقيق الأمن الغذائي، خاصة فيما يتعلق بإنتاج اللحوم الحمراء، وهذا ما يؤكد على أهمية رعاية وحماية الحيوانات من الأمراض والتحصين اللازم، حيث يمكن أن يكون ذلك الوسيلة الأمثل للمحافظة على هذه الثروة الوطنية، وخاصة في ظل زيادة حالات الأمراض التي شهدتها بعض المناطق مؤخرًا نتيجة لانعدام الاهتمام بالتحصين والصحة الحيوانية.

لافتًا إلى الاهتمام البالغ الذي يوليه فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لقطاع التنمية الحيوانية، وتأكيدًا على التزامه بزيادة تخصيصات الصحة الحيوانية، أعلن وزير التنمية الحيوانية عن استعداد القطاع لاستخدام 72 فرقة بيطرية مجهزة بالكامل. تهدف هذه الفرق إلى تعزيز التغطية الصحية وتوسيع نطاق الخدمات في المناطق الريفية من خلال حملة تحصين شاملة، وستنتشر هذه الفرق في جميع أنحاء البلاد لتقديم خدمات التحصين والرعاية الصحية للماشية.

تم الإعلان عن خطة متكاملة للعام الحالي تشمل إرسال بعثات توعوية مشتركة بين الجهات الفنية البيطرية وممثلي التنظيمات المهنية على مستوى الأقاليم. يتم تنفيذ هذه البعثات بإشراف من السلطات الإدارية بهدف توعية المربين والفلاحين حول أهمية تحصين مواشيهم وتوضيح أهمية وضع علامات مميزة على الأغنام التي تم تحصينها ضد مرض طاعون المجترات الصغيرة.

وتوجه بخالص الامتنان إلى جميع الشركاء الفنيين والماليين والبنك الدولي على دعمه السخي لبلادنا وجهوده المبذولة لضمان نجاح هذه الحملة الهامة.

تحدث رئيس المجلس الجهوي لولاية كيدي ماغه، السيد عيسى كوليبالي، في كلمته السابقة، حيث أعرب عن امتنانه لاختيار الولاية لإطلاق هذه الحملة المهمة لتحصين الماشية ضد الأمراض الخطيرة، ودعا المنمين إلى الاستفادة من هذه الفرصة وتلقيح مواشيهم، مشيرًا إلى الارتباط الوثيق بين صحة الحيوان وصحة الإنسان.

من ناحية أخرى، رحب عمدة سيلبابي، السيد عمر حمادي با، بالحضور وأشاد بأهمية هذه الحملة البارزة، داعيًا الجميع إلى التعاون من أجل نجاحها، وأكد على ضرورة أن يتجاوب المنمون في الولاية بشكل إيجابي مع حملة التلقيح للمساهمة في الحفاظ على صحة الحيوان وبالتالي صحة الإنسان.

من ناحيته، أعرب رئيس الاتحادية الوطنية للمنمين، السيد مصطفى ولد عبدالله، عن امتنانه لوزارة التنمية الحيوانية لإطلاق هذه الحملة المهمة من ولاية غيدي ماغه، وشدد على أن هذه الخطوة تأتي في إطار برنامج فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الهادف إلى تعزيز وترقية الثروة الحيوانية والمحافظة عليها.

وأوضح أن الاتحادية ستقوم بإرسال فرق تحسيسية في الأيام القادمة لزيارة مختلف المناطق بهدف التوعية وإقناع المنمين بأهمية تلقيح مواشيهم ضد هذه الأمراض الخطيرة التي تشكل تهديدًا جسيمًا للقطاع.

خلال حفل انطلاق الحملة الوطنية لتحصين المواشي، أعلن معالي الوزير إطلاق حملة خاصة تركز على تحسين الوراثة في مختلف المزارع التابعة للمكتب الوطني للبحوث وتنمية الثروة الحيوانية والنظام الرعوي، وتهدف هذه الحملة إلى تعزيز التربية والتحسين الوراثي للمواشي في مختلف المناطق، حيث ستستفيد المزارع والمنمون من خدمات التحسين الوراثي خارج هذه المزارع لتعزيز الجودة والأداء في القطاع الحيواني.

تلقى معالي الوزير شروحاً مفصلة حول عمل مرفق تحسين الوراثة، الذي يهدف إلى تهجين الأبقار المحلية مع سلالات أوروبية لتحقيق أداء اقتصادي متفوق، خاصة في قطاعي اللحوم والألبان، وقام بتقديم هذه الشروحات السيد محمد الأمين ولد حكي، المدير العام للمكتب الوطني للبحوث وتنمية الثروة الحيوانية والنظام الرعوي، حيث تم تسليط الضوء على أهمية هذا المرفق وكيفية تحسين الأداء في القطاع الحيواني.

بالشبه بين حملة تحصين المواشي التي جرت خلال العام الماضي، يستمر وضع علامات التحصين على الدواب المحصنة كجزء أساسي من التزام موريتانيا تجاه شركائها الفنيين والماليين، ويأتي ذلك في إطار الجهود المبذولة للقضاء على طاعون المجترات الصغيرة بحلول عام 2030، حيث تعكس هذه الخطوة التفاني الوطني في تحقيق أهداف مشتركة للمجتمع الدولي في مجال الصحة الحيوانية.

في خطوة هامة هذا العام، تعتزم مديرية المصالح البيطرية وضع علامة تحصين لحماية الأغنام والماعز من مرض طاعون المجترات الصغيرة، تأكيدًا على التزامها القوي بصحة ورفاهية الماشية وتعزيز القضاء على هذا المرض الخطير.

تم افتتاح حملة التحصين بحضور حاكم مقاطعة سيلبابي وعدد من الكبار في وزارة التنمية الحيوانية، بالإضافة إلى منسق المشروع الجهوي لدعم النظام الرعوي في الساحل 2 بموريتانيا والجهات العسكرية والأمنية. هذا الحضور المتميز يظهر مدى الاهتمام والدعم الرسمي لهذه الحملة الهامة وتحفيزها على تحقيق أهدافها بنجاح.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة