قصة الجمل الذي انفجر قلبه.. وقصص أخرى

عمرو عيسى

يرتبط على الدوام اسم الجمل بالعديد من الصفات الغريبة سواء في تكوينه أو صفاته التي يتقلّد بها، فما هو السبب الذي قد يدفع الجمل إلى أن ينفجر قلبه؟ هل هو سبب فسيولوجي راجع إلى خطأ حيوي أو وعكة صحية أم هي أحد صفات الغريبة التي يمتلكها الجمل؟

قصة الجمل الذي انفجر قلبه

جاء رجل يُدعى صالح إلى جمله يأمره ولم يُطع الجمل صاحبه ولم يمتثل إلى أوامره؛ مما دفع صالح إلى الغضب والرغبة في تأديب بعيره فقام بضربه وإهانته.

حتى خر الجمل تمامًا وبرك على الأرض مطأطأ الرأس، فما كان من صالح إلى أن قبض يده على حفنة من الرمل وقام بفركها في أنف الجمل حتى يتأدب ولا يعاود التمرد على أوامر صاحبه.

لاحظ صالح أن البعير خاصته أصبحت مطيعة للغاية، وتمثل كل أوامره بعد ما قام به من فعل بغرض تأديبها، ولكنه كان يعلم بغدر الجمال وحقدهم، وأنهم لا يحبون أن تتم معاملتهم بسوء من قبل الإنسان.

اقرأ أيضًا:  معلومات عن الجمل.. سفينة الصحراء

تأديب الجمل

هذا ما دفع صاحبه وعلى الرغم من معاملة الجمل الجيدة جدًا له إلا أنه كان يأخذ حذره منه ولا يغفل عنه، وخلال إحدى الليالي دعى صالح رفاقه من أجل الجلوس أمام منزله، وخلال اجتماعهم أدلى عليه واحد من أصحابه من ذوي الخبرة في تربية الإبل برأيه في بعيره.

حيث قال له إن الجمل خاصته يتصرف تصرفات تدعو للريبة والشك ولا تدل على أن القادم خيرًا، حيث شهد منه مراقبة الجمل لصالح كلما هم بالدخول أو الخروج من منزله لذلك انتبه وخذ حذرك جيدًا من الجمل.

شكره صالح على النصيحة وبعد انصراف أصدقائه كعادته قام بتجهيز فراشه للنوم أمام البيت، حيث كان ينام صالح هناك من أجل أن ينتبه إلى بعيره خلال الليل.

مراقبة حقد الجمل

لكن في هذه الليلة قام بتجميع بعض الوسائد ووضعها تحت الغطاء، بدلًا من النوم في مكانه.

حدث كل ذلك دون ملاحظة الإبل، ثم تسلل صالح وصعد إلى سطح منزله ليراقب الوضع؛ حتى يعرف ما يسره الجمل في نفسه تجاهه، وبعد مدة قام الجمل بالتسلل ببطء والاقتراب من فراش صالح الذي كان يعتقد أنه نائم فيه.

كما قال صالح أنه كان يتسلل بخفة حتى لا يصدر أي صوت كما لو كان صيادًا ماهرًا يتسلل حتى يتمكن من اصطياد فريسته، وما إن اقترب من فراشي وتأكد من نومي.

انتقام الجمل

انقض بسرعة عليه وبرك بمقدمة صدره على ما يظنه جسمي وبقي يدوس بحوافره، ويضغط بجسده ويمزق بأسنانه فيما يعتقده أنا حتى تأكد أنه قام بتبديد أثر صالح واطمئن أنه أخذ بثأره وانتصر لنفسه التي أهانها صالح قبل أيام.

ثم همّ بالرحيل فلما رآه صالح راحلًا، ناداه من فوق سطح البيت، وعندما رأى الجمل أن صالح ما زال على قيد الحياة أخذ يلف ويدور في مكانه حتى سقط على الأرض وبات يصدر صوتًا غريبًا أعتقد صالح أنه من شدة شعوره بالقهر.

خاف صالح أن ينزل إلى الجمل وهو في هذه الحالة لذلك تركه، وفي الصباح ذهب ليلقي نظرة عليه فوجده ساقطًا على الأرض في نفس حالته التي كان بها في الأمس، وهو ميّت تمامًا.

دعى أصدقاءه الذين كانوا معه بالأمس وحكى لهم القصة كاملة؛ مما دفعهم للشعور بالفضول والرغبة في تشريح جثة الجمل من أجل معرفة سبب موته، وبعدما قاموا بشق صدره تفاجئوا بأنهم وجدوا قلبه منفجرًا من شدة القهر.

اقرأ أيضًا:  ماذا يسمى صغير الجمل

أقدم قصة عن حقد الجمل

في قديم الزمان غضب راعي إبل من الجمل خاصته فقام بضرب الجمل ضربًا مبرحًا بغير قصد، ولأنه يعلم جيدًا عن طبائع الجمال وأنه لن يفر من حقد الجمل ورغبته في الانتقام منه، وحتى أنه لاحظ نظرة الغدر والتربص في أعينه.

قرر أن يبتعد عنه بأكبر قدر ممكن فقام ببيعه لواحدة من القبائل التي تسكن على مسافة كبيرة من مكانه، ومرت عشرات السنوات وانتقل البعير من راعِ إلى الآخر ومن قبيلة لأخرى، والرجل الأول يعيش حياته بشكل طبيعي بل ونسيّ القصة تمامًا واطمئن قلبه.

تكرار اللقاء

في إحدى المرات التي كان الرجل فيها مسافرًا مرّ على إحدى القبائل التي هبت مسرعة من أجل إكرامه وتقديم واجب الضيافة له، كما قاموا بنصب خيمة له وأتوه بالطعام والشراب وتركوه بداخلها ليستريح من عناء السفر.

ليفاجئ الرجل بعد مدة قصيرة من جلوسه برؤيته للجمل القديم الذي باعه، كما انتبه أن الجمل رآه أيضًا فقام بالرجوع إلى خيمته بعد تجميع عددًا من الأحجار وكمية من الرمال.

اقرأ أيضًا:  ما هي هدارة الجمل

الخوف من شر الجمل الحقود

بعد دخوله إلى الخيمة قام بخلع ملابسه وحشوها بالأحجار والرمال، وهرب مسرعًا من الخيمة، في أثناء الليل دخل الجمل إلى خيمة الرجل وبرك على ملابسه وبات يقطع فيها ويطحن بأقدامه ويمزق ملابسه.

بقى الجمل على حالته هذه حتى اطمئن قلبه أنه قضى تمامًا على الرجل وانصرف عن الخيمة وأكمل الجمل حياته وهو متلذذًا بالنصر ولا يعلم بحقيقة الأمر.

حتى صُدم في إحدى المرات وهو يمشي في أحد الأسواق مع صاحبه برؤية الرجل القديم حيًا فوقع الجمل ميتًا على الفور بسبب حزنه، وشعوره بالهزيمة وعدم قدرته على أخذ حقه والثأر لنفسه.

يجب الحرص على معاملة الجمل معاملة طيبة وتطبيعه وجعله يتبع أوامر صاحبة حبًا لا رهبة ولا خوف لأنه حيوان متمرد وعنيد لا يهاب صاحبه بالعنف والضرب بل يحقد عليه ويتربص من أجل والانتقام لنفسه.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة