كيف تُشعِر القطط الخائفة بالأمان؟ نصائح لإدخال السعادة إلى قلب قطك

القطط أكثر الحيوانات الأليفة لُطفًا بين الناس، وأقربها لهُم، ولكنها كائن حي وليست وسيلة للتسلية، فلا بُد من مُراعاة شعورها بالخوف، وعدم التعنيف والأذى لتجنب بث الرُعب في قلوبهم، ولكن إن شعرت بالخوف، كيف تتعامل معها؟

طرق التعامل مع القطط الخائفة

يشيع شعور القطط بالخوف والتوتر، وفي الكثير من الحالات يصبحون عدائيين بسبب هذه المخاوف، لذا لا بُد من إدراك الموقف، والتعامُل معها بحذر كالتالي:

1- ترك مسافة آمنة بينك وبين القط

الاقتراب من القط بكُل تأكيد يُعد الخطوة الأولى لكسر خوفها، ولكن من الضروري معرفة أقصى حد آمن للاقتراب، فبالنسبة للقطط دائمًا ما يكون هُناك خيط رفيع بين الاقتراب لإحداث ضررٍ أو أذى والاقتراب بهدف المُساعدة.

هذه المسافة تسمح للقطط بالهرب أو الاختباء في حال ما استشعروا الخوف أو اشتموا رائحة الأذى والضرر، وهي من الأمور التي يجب وضعها في عين الاعتبار في التعامل مع القطط المنزلية وقطط الشارع على حدٍ سواء، فامتلاكك للقطة لا يعني أنها لن تخاف منك.

الجدير بالذكر أن القطط تشعر بالأمان بشكل أكبر في الأماكن المُرتفعة، ففي حال ما كُنت تُربي قطة في المنزل سيكون تخصيص رف مُرتفع لها أو سرير مُريح أعلى الخزانة أمرًا يُشعرها بالطمأنينة.

أما في حال كانت هذه القطة المسكينة في الشارع فلا تجعلها مُحاصرة، واترك لها حُرية الهرب في حال ما نوت القيام بذلك، فهي لن تقترب منك إلا في حال ما شعرت أنك لا تنوي أن تؤذيها أو تجعلها تُصاب بأي مكروه.

2- تجنب القيام بحركات مُفاجأة

من أكثر الأمور التي تتسبب في خوف القطة هو الإقدام على القيام بشيء لم تكُن تتوقعه، لذا في حال كُنت ترغب في تهدئة القطة الخائفة.. سيكون من أكبر المسؤوليات التي تُرمى على عاتقك الحفاظ على ثباتك الانفعالي، فأي حركة مهما صغرت قد تجعل القطة تلوذ بالفرار، فقط تحرك ببطء.

في حال كانت قطتك تخاف من شيء مُعين مثل رش المياه أو رفع صوت التلفاز فسيكون تجنب القيام بهذه الأمور وتقليل حدة المخاوف أهم ما يجب لإسعادها، وكلما شعرت القطة بالاطمئنان معك ستلجأ إليك في حال ما انتابتها أي مخاوف.

ضع في ذهنك دائمًا أن القطط لا تُحب المفاجآت، فذهن القطة يُحب الروتين الذي يُمكنها من التنبؤ بالأشياء، وهي الطريقة التي تعتمدها في التعلم، فصوت فتح عُلبة التونا يعني تناول الطعام، وصوت المياه يعني الاستحمام وبداية وصلة الكر والفر، لذا التزم بروتين مُعين، وحافظ على القيام بالأمور ذاتها بشكل يومي في نفس الوقت.

3- حافظ على رباطة جأشك

القطط من الكائنات التي تستطيع استشعار الخوف والتوتر، ففي حال ما رأت صاحبها مُنفعلًا سيعتريها الخوف ويتسرب القلق والتوتر إلى قلبها، لذا يُعد من الضروري التزام الهدوء والسكينة.

فكر دائمًا في كون رؤية حيوانك الأليف لك وأنت تغضب لتُظهر أسوأ ما فيك سيهدم ما حاولت بناءه من ثقة، وقد تلجأ القطة إلى استخدام الوسائل الدفاعية ومُناورات الانسحاب على الفور مثل الاختباء، العض، استخدام المخالب وحتى الهرب.

4- التأقلم على شيء جديد يأخذ وقتًا

القطط من الكائنات الروتينية التي تُحافظ على صورة ذهنية لا تُحب في الكثير من الأحيان تغييرها، لذا قد يتسبب تغيير بعض الأمور وإدخال الأشياء الجديدة على حياتها في الدخول في حالة من الخوف والهلع، وهو ما يتسبب في اختبائها في الكثير من الأحيان.

في حال ما رغبت في إدخال بعض الأمور الجديدة على حياة القط يجب عليك القيام بذلك بشكل تدريجي إن كان ذلك مُمكنًا، كما أن التأكد من وجود مكانٍ يُمكن للقط اللجوء إليه عند شعوره بالخوف يُعد هامًا للغاية، مع الأخذ في عين الاعتبار أن القطط فضولية تُحب الاستكشاف.

فعاجلًا أم آجلًا ستقترب من هذا الشيء الجديد للتعرف على شكله، رائحته، ملمسه، صوته ورغبته في أذيتها من عدمه، لذا يُعد من أهم وسائل تهدئة القطط الخائفة هو الإشراف على تعرف القطط إلى هذا الغير من بعيد، فيُمكنك منحهم مسافة آمنة في البداية لمُجرد المُشاهدة وسيقتربون من تلقاء أنفسهم.

5- لا تتعدى على خصوصية القطة

في الكثير من الأحيان تُفضل القطط الاختباء نتيجة مواقف عِدة، فقد تكون خائفة، مُضطربة، تشعر بالبرد وغيرها من الأسباب، من الضروري تركها تختبئ في حال ما رغبت في ذلك شرط أن تعرف مكان اختبائها، فمُحاولة إخراجها حتى وإن كان في سبيل جعلها تطمئن وتهدأ لن يُبدي نفعًا.

لا تقم أبدًا بمُلاحقة قطتك ومُطاردتها، حتى وإن قامت القطة بشيءٍ خاطئ مثل كسر شيء أو تخريب آخر، فقط دعها وشأنها، لا تقم بتعنيفها أو الصُراخ عليها أو اللحاق بها، فهي لن تراك إلا شخصًا مُعتدٍ على حُريتها الخاصة حتى وإن لم تكن هذه نيتك، هذه الأمور تحدث كما تعلم، فقط اترك الأحداث تأخذ مجراها.

الجدير بالذكر أن القطط تُحب المشي، ففي حال ما كانت تمشي بجوارك لا تقُم بحملها، فهذا من دوره أن يجعلها مُمتعضة، قُم فقط بحملها في حال ما عبرت عن رغبتها في ذلك، وهُناك الكثير من الطُرق التي تستخدمها في التعبير مثل الاقتراب منك، فرك جسدها بك، بالإضافة إلى تسلقها على ساقك أو قفزها.

6- تفهم طبيعتها!

إن القط حيوان أليف، كائن يشعُر مثل الإنسان لا لتسليته فقط، فلا بُد من مُراعتها، وأنها لا تمتلك نفس القُدرة الإدراكية الخاصة بالبشر، فإبداء رد فعل سيء أو التعامل معها بشكل عنيف لفظيًا أو بدنيًا يُعد أمرًا لا يقوم به إلا شخص مُختل.

فهي لا تُدرِك أن ما تقوم به خاطئ من الأساس، ورد الفعل السلبي خاصةً من صاحبها ومُربيها الذي تثق به من دورِه أن يخلق فيها شعور بالخوف يتسبب في أخطار لا يُحمد عُقباها، وفي الكثير من الأحيان تختبأ القطط أو تهرب بحثًا عن مكانٍ آمن.

بشكلٍ عام تشعر القطط بالخوف من الأشياء التي لم تعتد رؤيتها أو سماعها، فالألعاب النارية، أصوات أبواق السيارات، بالإضافة إلى عوامل طبيعية مثل الأمطار، الثلوج، البرق والرعد من دورها أن تجعل القطط تدخل في حالة هلع، وتكرار هذا الموقف قد يؤدي في نهاية المطاف إلى إصابتها بالفوبيا.

في واقع الأمر يُعد سبب الخوف الأكبر بالنسبة للقطط هو الإنسان، فالبشر بلا أدنى شك هم العدو الأول لكل مُستضعف، والسبب الأول في صعوبة التعامل مع القطط الخائفة هو أنها تخاف من البشر.

فإلقاء الحجارة على القطط وإيذائها أصبح من المظاهر اليومية المُنتشرة التي تنم عن قسوة القلب وانعدام الإنسانية بشكل تام، لذا يجب تفهم ذلك والتعامل معها بشكل صحيح وعدم بث الرعب في قلبها.

تذكر دائمًا أن الصبر هو مُفتاح الوصول بكافة العلاقات إلى بر الأمان، وشعور قطتك بالأمان في وجودك لن يحدُث بين ليلةٍ وضُحاها، فهو وليد الكثير من المواقف مثل اهتمامك بها، احتضانك لها، كما أن فهم ما تُريد قوله من خلال حركات جسدها يزيد من شعورها بالراحة.