أبقار فرنسا تهدد الكوكب على الرغم من قيمتها التي لا مثيل لها

أحمد عيسى

فرنسا تواجه تحدٍ جديد في مجال البيئة، حسبما كشف تقرير حديث أصدره ديوان المحاسبة، ويلقي هذا التقرير الضوء على ضرورة وضع استراتيجية جديدة تستهدف تقليل عدد الأبقار في البلاد بهدف التصدي لظاهرة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

نتائج عكس المطلوبة

في قلب أوروبا، تبرز فرنسا كقوة منتجة رائدة في صناعة اللحوم ومنتجات الألبان. بفخرها، تحتل المرتبة الأولى في القارة العجوز في إنتاج لحوم البقر وتأتي في المرتبة الثانية بعد ألمانيا في صناعة منتجات الألبان، ومع ثراءها الحيواني، يظهر الواقع البيئي المعاكس الذي تواجهه فرنسا.

بشكل مذهل، يتبين أن هذه الثروة الحيوانية التي تعتز بها تأتي مع تكلفة بيئية باهظة، ويعتبر روث الأبقار مصدرًا أساسيًا لانبعاث غاز الميثان، وهو أحد العوامل المساهمة بقوة في ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ.

من أجل التصدي لتداعيات هذه الظاهرة على المناخ، قامت الحكومة الفرنسية بخطوات جادة. أعلنت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن عن مبادرة حكومية رائدة تهدف إلى تقييم قدرة القطاع الزراعي على الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، خاصة بعد أن تم التعرف على تأثير تربية الحيوانات واستخدام الأسمدة النيتروجينية.

إليزابيث بورن
إليزابيث بورن

محاولة السيطرة على المشكلة

تفاوتت الأرقام تجاه قطاع تربية الأبقار في فرنسا على وقع صدمة بيئية كبرى. حيث كشف تقرير نُشر مؤخرًا من قبل ديوان المحاسبة عن أن فرنسا تسهم بنسبة 11.8٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في البلاد عبر صناعة تربية الأبقار، وتلك الإحصائيات المدهشة ترفع علامة تحذير كبيرة بشأن تأثير هذا القطاع على البيئة وتغير المناخ.

تجدر الإشارة إلى أن هذا التقرير، الذي أصدره ديوان المحاسبة، دعا فرنسا إلى اتخاذ إجراءات جادة لتقليص أعداد الأبقار.

تعتبر الأبقار لاعبًا أساسيًا في مشهد الثروة الحيوانية الفرنسية، حيث تضم فرنسا نحو 17 مليون رأس من هذا النوع من الماشية. هذا العدد الضخم يجعلها واحدة من القوى البارزة في أوروبا في مجال إنتاج اللحوم ومنتجات الألبان.

اقرأ أيضًا:  أول حالة إصابة بالتهاب الجلد العقدي لأبقار في مزرعة محلية في كوريا الجنوبية

فصائل ممتازة

تتميز فرنسا بتنوع استثنائي في تربية الأبقار، حيث تجتمع سلالات متعددة تشمل الهولشتاين، النورماندي، والشاروليه، لتمثل تنوعًا فريدًا في مجال الثروة الحيوانية.

إن صناعة الألبان تعتبر جزءًا أساسيًا من المنظر العام للثروة الحيوانية في فرنسا، فبأنها تأتي في مقدمة المنتجين على الصعيدين الوطني والدولي، حيث تساهم الأبقار بإنتاج سنوي يبلغ حوالي 24 مليون طن من الحليب، تعرف منتجات الألبان الفرنسية بجودتها العالية واستمراريتها في الأسواق العالمية، وتجد استخدامها الواسع في تصنيع الجبن والزبدة ومنتجات الحلويات الأخرى.

اقرأ أيضًا:  مصر وقطر يدشنان شراكة في مزرعة أبقار بدايةً من 20 ألف بقرة

التحديات البيئية

ومع ذلك، تشهد الأبقار في فرنسا في الوقت الحاضر تحديًا بيئيًا كبيرًا ناجمًا عن انبعاثات غاز الميثان الناتج عن تفاعلات روثها. هذا التحدي البيئي يلقي بظلاله على القطاع الزراعي ويسهم بشكل كبير في تغير المناخ.

في هذا السياق، تجري أبحاث علمية تستند إلى تعاون بين معهد البحوث الفيدرالي الألماني لصحة الحيوان ومعهد أبحاث بيولوجيا حيوانات المزرعة، بهدف استكشاف إمكانية تدريب الأبقار على استخدام المراحيض. الهدف من هذه الجهود هو تقليل تأثير الروث على البيئة عن طريق تجميعه وتفكيكه بدلاً من تركه مبعثرًا في الطبيعة. وما أظهرته التجارب حتى الآن هو أن الأبقار تتعلم بسرعة مذهلة، بمستوى مقارن بما يمكن أن يتعلمه الأطفال الصغار.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة