هل يتقيأ القط رغاوي بيضاء؟ تعرف على الأسباب والعلاج

هل تتقيأ القطط رغاوي بيضاء؟.. إن القطة تُعتبر أقرب أصدقاء مُربيها، وما إن أصابها مكروه يشعُر بالخوف والقلق الذي سيقتل قلبِه.. لا سيّما الاستفراغ الذي يبث الرُعب في القلوب، فهل يتعلق العرض بمرض خطير أم إنه عرض يمُر على القطط؟!

أسباب ترجيع القطط رغاوي بيضاء

من المؤكد أن رؤية حيوانك الأليف وصديقك المُشاكِس في المنزل وهو يتقيأ الرغاوي البيضاء يتسبب في الشعور بالخوف، التوتر والقلق، فبشكلٍ عام يعتاد مُربي القطط على لفظها لبعض كُرات الشعر عن طريق الاستفراغ بين الحين للآخر.

إلا أن تقيؤ القطط في الأساس له أسباب عِدة، ويُشير إلى الكثير من الحالات الصحية والعلامات التي ترتبط ارتباطًا مُباشرًا بهذه الظاهرة المُخيفة، ويتعين عليك أن تتعاون مع الطبيب المُختص.

جدير بالذكر أن القيء الرغوي أبيض اللون علامة على كون مِعدة القط خاوية من المأكولات، ولا تحتوي إلا على سوائل وكميات قليلة من الأغشية المُخاطية، وفي أغلب الحالات هذا الخليط هو ما تراه على هيئة الرغوة بيضاء اللون.

في حال ما كان هذا التقيؤ عرضي وحدث مرة واحدة، فعلى الأرجح أُصيب القط بتوعك بسيط أو اضطراب في مستويات الأحماض المعدية أدى إلى إفراغه ما تشتمل عليه معدته الصغيرة، ولكن تكرار هذه العملية قد يعكس حالات مرضية أكبر تشتمل على كل ما يلي:

1- التهاب المعدة وتهيج بطانتها

يُعد التهاب المعدة الحاد والمُزمن أكقر أسباب ترجيع القطط رغاوي بيضاء شيوعًا، وفي غالب الأحيان يحدث إثر تناول القط أطعمة منتهية الصلاحية أو السامة، والأعشاب التي يلجأ إليها القط في حالات التضور الشديد من الجوع قد تتسبب في لفظه لهذه الرغاوي البيضاء.

الجدير بالذكر أن تناول هذه المواد مُنتهية الصلاحية أو السامة يتسبب في الكثير من الأحيان بالتسمُم، وهو من الحالات المرضية الشائعة التي تُصيب القطط، ومن أهم الأعراض التي تُصاحب هذه الحالة هو امتناع القط عن تنظيف فروه، ذلك ما يجعله يظهر بشكل أقل لمعانًا عما كان الحال عليه من قبل.

في حالات التسمم البسيطة قد تُعاني القطة من فُقدان الوزن وانكماش الحجم بعض الشيء، وسواء ما كان التهاب المعدة مُزمن أو حاد يُعد اصطحاب القطة لتلقي الرعاية الصحية عن طريق الطبيب البيطري أمرًا هامًا للغاية، فلا يُنصح أبدًا بعلاج هذه الالتهابات منزليًا.

اقرأ أيضًا:  هل أسنان القطط تسقط

2- تطفل بعض الكائنات إلى جوف القط

الطُفيليات التي تُصيب القط مرض شائع، وحينها يُشير التقيؤ إلى إصابة القطة بطُفيليات معوية ومعدية، وفي كثير من الأحيان يأتي مصحوبًا بإسهال وجفاف، بالمُزامنة مع امتناع القطة عن تناول الطعام.

عندما تكون الفطريات سبب ترجيع القطط رغاوي بيضاء يكون ناتجًا عن ضِعف المناعة، وهذا ما يُفسر شيوع الإصابة بهذه الحالة بين صِغار القطط أكثر من البالغين، وفي كثيرٍ من الأحيان يقوم الطبيب المُعالج بوصف مُضادات الديدان الفموية للقطط في سبيل التخلص من هذه الطُفيليات وضمان عدم تكاثرها أو نموها.

3- فشل الكلى وقصورها

من أكثر الاضطرابات الشائعة التي تُعاني منها القطط لأسباب عِدة، وجدير بالذكر أنه مرض يرتفع به نسبة الإصابة بها كُلما تقدمت القطط في العُمر، وقد جاءت بعض الدراسات التي أثبتت كون ما يفوق نسبة 75% من القطط مُعرضين للإصابة بخطر الفشل الكلوي في مرحلة من مراحل حياتهم المُتقدمة.

الفشل الكلوي وقصور الكلى من الأمراض التي ينتج عنها تلف حاد أو مُزمن في هذه الأعضاء الحساسة، وعلى الرغم من كون أعراض القصور الحاد أكثر حِدة إلا أن إمكانية الشفاء منه موجودة، وذلك على عكس الفشل الكلوي المُزمن، فهو من الأمراض التي لا يُمكن الشفاء منها بشكل تام، ولكن يُمكن استخدام بعض العلاجات المؤقتة.

من أهم العلامات التي تُشير إلى كون أمراض الكلى سبب في ترجيع القطط رغاوي بيضاء هي كل ما يلي:

• زيادة مُعدل تناول القطة للمياه بشكل أكبر من المُعتاد.
• اضطراب وتغيُر في نسب إفراز البول بالنسبة للقطة.
• فقدان الشهية ونقصان الوزن.
• الإصابة بالجفاف الحاد.
• اضطراب الحالة المزاجية.
• الكسل والوهن بالإضافة إلى كثرة النوم.
• انبعاث رائحة كريهة من فم القط عند تنفسه وتقيئه.

الجدير بالذكر أن حالة التلف الحاد للفشل الكلوي تتطلب عِناية طبية بيطرية عاجلة، فالانتظار في حال ما ظهرت أعراض الفشل الكلوي عند القطط يتسبب في تفاقُم الحالة المرضية، وهو ما ينتج عنه مُضاعفات لا يُحمد عُقباها.

اقرأ أيضًا:  جرعة فلوفيرمال شراب للقطط

4- اضطراب إنتاج الأنسولين عند القطط

في الكثير من الحالات يُعد انخفاض مُستوى الأنسولين في الدم سبب ترجيع القطط رغاوي بيضاء، فعدم اكتفاء جسم القطة من هذه المادة المسؤولة عن توفير الجلوكوز لخلايا الجسم وأعضائه يعد سبب في تراكم الجلوكوز في الدم، وهو ما يزيد من خطر إصابة القطة بالسُكري.

من أهم الأعراض التي تُشير إلى كون القط مُصاب بالسكر هو تزايد مُعدلات شُرب الماء والتبول على حدٍ سواء، كما أن التغيرات التي تطرأ على شكل الفرو، لمعانه وملمسه من أهم العوامل التي تُشير إلى كون قطتك مُصابة بمرض السكري، والجدير بالذكر أن زيادة وزنها ليس بالأمر ضروري الحدوث.

يُشير البعض إلى كون إصابة القطط بمرض السُكري يرجع إلى عدم امتلاك القطط للبنكرياس، وهي من المعلومات المغلوطة في واقع الأمر، فللقطط بنكرياس دفين يتوسط الجهاز المعوي والكُلْية اليُسرى، فيعمل على إفراز الهرمونات التي تُساهم في ضبط مستوى السُكر في الدم، بالإضافة إلى إفراز الإنزيمات التي تُعزز من عملية الهضم وجودتها.

الجدير بالذكر أن التهاب البنكرياس يتم اعتباره سبب أقل شيوعًا في ترجيع القطط رغاوي بيضاء من غيره كالسُكر والتهاب المعدة وحتى أمراض الكلى والطفيليات، ولكنه يُعد من الأسباب التي توجه لها أصابع الاتهام بلا شك.

اقرأ أيضًا:  علاج فطريات القطط: الأسباب والأعراض والعلاجات المؤثرة

5- الإفراط في إفراز الغُدة الدرقية

اضطراب الغُدة الدرقية وفرط نشاطها يُعتبر من الأمراض الشائعة التي تُصيب السنوريات بشكل عام، والقطط الأليفة والمُستأنسة تُعد عُرضة للإصابة بهذه الحالة المرضية بشكل كبير، ولتشخيصها يقوم الطبيب البيطري بطلب بعض التحاليل والفحوصات التي تُبين نسبة هرمونات الغُدة الدرقية التي يتم إفرازها.

تشتمل الأعراض التي تُشير إلى كون فرط نشاط الغُدة الدرقية سبب في ترجيع القطط رغاوي بيضاء على كل ما يلي:

• الإسهال.
• كثرة التبول.
• المواء بشكل مُفرط وبمُعدل أكثر من المُعتاد.
• فقدان الوزن على الرغم من انفتاح الشهية.
• التقيؤ برغاوي بيضاء اللون.

هُناك حالات أخرى التي يُقال إنها سبب ترجيع القطط رغاوي بيضاء، ومن أمثلة هذه الأسباب الأقل شيوعًا كل ما يلي:

• الإصابة بالديدان القلبية.
• انسداد مجرى الجهاز الهضمي والتنفسي بكرة شعر.
• إبداء رد فعل تحسُسي على الدواء.
• الإصابة بسرطان الأمعاء.
• الطيش الغذائي وهو تناول الطعام أو العلاج للمرة الأولى.
• التسمُم.

طريقة تشخيص الأمراض المسببة للرغاوي البيضاء

من المهم معرفة أنه لا يمكن علاج هذه المشكلة خاصة إن كانت عرضية في المنزل، ولكن يفضل متابعة الطبيب البيطري الذي يصف الأدوية المناسبة لحالة القط، أو مضاد للغثيان.

بعد القيام بالفحص الطبي وأخذ العلاجات اللازمة، من المهم اتباع نصائح وتعليمات الطبيب فيما يخص حالة القط.

يحتاج الطبيب إلى معرفة التاريخ المرضي وبداية حدوث الأعراض، لذا من المهم أن تقوم بتدوين الأعراض والأوقات التي يبدأ القط فيها في التقيؤ بالإضافة إلى مواعيد تناول الطعام والأعراض الحادثة بعدها، فكل هذه الأمور تساعد الطبيب من اختيار العلاجات المناسبة.

يقوم الطبيب بتقليص الاحتمالات التي سببت القيء لدى القط، وتساعده على اختيار النوع المناسب من الأدوية سواء كان أدوية للتخلص من كرات الشعر، أو مضادات الفطريات وغيرها من الأمراض التي تسبب القيء.

إذا لم يقم الطبيب بمعرفة الأسباب الحقيقية من الفحص الخارجي ومتابعة تاريخ الحالة المرضي، يمكن القيام بالتحاليل الطبية وتحاليل الدم، وخزعات الأنسجة بالإضافة إلى المناظير والأشعة السينية لمعرفة الأسباب الحقيقية.

إذا كان القيء بشكل عرضي يقوم الطبيب بوصف الأدوية بعد متابعة التشخيص الخارجي، ومن ثم متابعة الحالة الطبية ومدى تطورها، وفي الغالب تكون اضطرابات هضمية تستلزم نظام غذائي خفيف وتناول الدواء المطلوب.

الطرق الفعالة للوقاية من الرغاوي البيضاء

هناك الكثير من طرق الوقاية التي يمكن اتباعها للتقليل من خطر الإصابة بقيء الرغاوي البيضاء للقط والتي تساعد بشكل كبير على التخلص من احتمالية الإصابة بالقيء.

1- التغذية والماء

• من المهم توفير النظام الغذائي المناسب الذي يساعد على التقليل من المخاطر المحتملة أو التسمم الذي قد يصيب القط ويعرضه لتقيؤ الرغاوي البيضاء، أو تغيير روتين النظام الغذائي.
• محاولة توفير نظام مختلف يساعد على توفير الراحة للجهاز الهضمي للقط والتخلص من الأعراض المختلفة التي كان يواجهها.
• الإكثار من شرب الماء والسوائل المفيدة مثل الحليب التي تساعد على التقليل من مشكلات اضطرابات المعدة.

2- تناول الأدوية اللازمة

• تناول المضادات الحيوية واللقاحات بشكل منتظم يساعد في التخلص من الفطريات والمشكلات الصحية المختلفة التي من الممكن أن يتعرض لها القط وتصيبه بالقيء.
• أخذ أدوية كرات الشعر من أهم العلاجات التي تساعد على الوقاية من الرغاوي البيضاء والإصابة بالاضطرابات الهضمية المختلفة.
• هناك الكثير من الأدوية التي يمكن تناولها للتقليل من البراغيث أو الفيروسات التي تهاجم القط بشكل مستمر ويمكن أن تكون من الأسباب التي تعرضه لقيء الرغاوي.
• تساهم الأدوية في التقليل من الأعراض والتخلص من بعض المشكلات ولكن هناك مجموعة من الأمراض مثل أمراض اللثة التي تسبب الرغاوي لا يمكن علاجها بشكل نهائي ولكن يمكن التقليل منها بشكل كبير فقط.

3- المتابعة مع الطبيب المعالج

• يجب متابعة الطبيب المعالج بشكل مستمر، وتناول اللقاحات في أوقاتها المحددة للتخلص من المشكلات الصحية بشكل مبكر.
• بعد مراجعة الطبيب يجب فصل القط عن البيئة التي تسببت في حصوله على المشكلات الصحية، وتعقيم المكان والتأكد من خلوها من مسببات المرض أو الفيروسات الخطيرة.

إن مُحاولة علاج تقيؤ القطط في المنزل لا يُعد من العلاجات الفعالة، فاللجوء إلى هذا الحل لا يُعد آمنًا، ففي حال ما كانت القِطة مُصابة بالتسمم مثلًا سيتسبب العلاج المنزلي في قتلها، لذا من الضروري التوجه للبيطري وتلقي العلاج المُناسب من مُضادات حيوية ومُضادات للغثيان والقيء.